«الجزيرة» - واس:
دفعت درجات الحرارة العالية الناس إلى الإكثار من شرب السوائل بمختلف أنواعها للتخفيف من وطأة فوح حرارة الشمس التي حوّلت الأرض إلى صفيح ساخن، وتجنّب ما ينتج عنها من فقدان لسوائل الجسم، في حين أضحت هذه الظاهرة المناخية استثمارا مربحًا لمحلات بيع العصائر والمرطبات التي بلغ عددها في مدينة الرياض وحدها 1130 محلاً تقريبًا.
وأكَّدت الحقائق الطبية أنه مع ارتفاع درجات الحرارة يفقد الإنسان من خلال التعرق كمية كبيرة من السوائل، ما يحتم عليه تعويضها عبر شرب 4 ليترات من المياه يوميًا بما يعادل من 8 إلى 16 كوبًا، أو يكون من ضمنها بعض العصيرات الطازَجة بغية المحافظة على كمية وحجم الدم بالدورة الدموية، وصحة وسلامة الجلد، وخلايا الجسم، وإخراج السموم والأملاح الزائدة عن الجسم عن طريق التبول، إضافة إلى إخراج الفضلات.
واتجهت عديد من محلات بيع العصائر لا سيما الطازَجة منها إلى الترويج لبضاعتها من خلال إطلاق أسماء شاعريّة ورياضية على عصائرها، وصلت عند البعض إلى أكثر من 100 اسم تنطوي على عوامل نفسية توهم المشتري بأجواء: الرومانسية، والطاقة، والمرح، وغيرها، وذلك لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الهاربين من حرارة الجو لشراء عصيرات الفاكهة المضاف إليها كثير من الماء، والسكر، والصبغات الملونة.
وأكَّد مدير التغذية العلاجية في مستشفى الملك خالد الجامعي بالمدينة الطبية بجامعة الملك سعود أسامة الزير، أن بعض محلات العصيرات الطازَجة في مختلف دول العالم وليس الرياض وحسب تسعى إلى زيادة محتوى العصير من السكريات، والكريمات، والألوان الصناعية غير المعروف مصدرها، مما تتسبب هذه المواد في ارتفاع السعرات الحرارية للإنسان بشكل قد يضره صحيًا، إضافة إلى زيادة استهلاكه من الدهنيات الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر بالدم، واختلال الدهون، ومقاومة الأنسولين لديه، بل ربما تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان، وأمراض أخرى جرّاء شرب العصير المزود بالأصباغ الحمراء.
وقال الزير: إن عديدًا من الجهات المسؤولة عن صحة المستهلك في الدول المتقدمة أجرت دراسة على أهم هذه الملونات المؤثرة على الصحة، ومنها المركب المصنع من النفط (Allura red AC) الذي تعطي اللون الأحمر الداكن في بعض المشروبات الحمراء التي يقبل عليها الناس، مبينًا أن هذا اللون يعطي المشروب المظهر الجذاب، ويؤثر على تركيز الأطفال، وعلى زيادة نشاطاتهم في المنزل، والمستوى التعليمي لديهم.
ووصف انتشار محلات العصائر الطازَجة بأنها ظاهرة صحية جيّدة كونها تبيع العصير الطازَج الذي يعد الأفضل للإنسان من العصائر المصنّعة، لكنه دعا المهتمين بشرب العصيرات الطازَجة إلى معرفة احتياج الجسم من الحصص الغذائية المناسبة له، لاستيفاء جميع الفيتامينات والمعادن التي تعزز أداء الجسم لعملياته الحيوية، وتناول الفواكه مباشرة بدلاً من عصرها لأن العصير يفقد الألياف الغذائية الموجودة فيها التي لها فوائد جمة للجهاز الهضمي، وتسهم في تنظيم سكر الدم، وتقاوم الدهون.
وقال: إن أكل الفاكهة مقدمًا من الناحية الصحية على عصرها، مستشهدًا بأن تناول فاكهة البرتقال دون عصرها يعطي جسم الإنسان حصة غذائية متكاملة.