د. محمود إسماعيل آل عمار، صدر له كتاب بعنوان: «الجذور التاريخية لأدب الأطفال عند العرب».. وجاء في مقدمة الكتاب: نحن اليوم في أمَسِّ الحاجة إلى تعليم أبنائنا التعامل مع الوسائل الحديثة وأساليب الرجوع إليها، والوقاية منها في الوقت نفسه. وهنا تكمن المعادلة الصعبة في تربية الجيل الجديد لتتحول في أيديهم إلى أدوات بناء وتعمير لأنفسهم ومجتمعهم وللبشرية، يطوعونها لخدمة لغتهم وعقيدتهم ووطنهم، في ضوء مناهج واضحة ومرسومة بعيدة عن العشوائية والارتجال.
وأشار المؤلف إلى الجذور التاريخية لأدب الأطفال عند العرب ومنها: أغاني المهد.. وهي تلك الأناشيد التي كانت تهتف بها الأمهات حول مهاد الأطفال.
ومن ذلك الأناشيد الجماعية التي ينشدونها في الأعمال المشتركة.. وكذلك التأدب عند المعلمين.. ووصايا الفتيات عند الزواج.. ونصائح الآباء بينهم..
والنصائح عند حضور الوفاة..
ويقول الدكتور محمود إسماعيل: إن في القرآن الكريم نبعاً لا ينضب للكتابة عنه، ومن وحيه للأطفال تحبيباً لهم على تلاوة آياته وحفظها وتقريباً له إليهم، ووصولاً إلى الاعتماد على أنفسهم في قراءته، وتلاوته، وحفظه.
وقد نقل القرآن كثيراً من الحوارات بين الآباء والأبناء مثل حوار إبراهيم وبنيه، ويعقوب وبنيه، ويوسف وإخوته وأبيه، ونوح وابنه، ولقمان وابنه. وأورد القرآن الكريم قصصاً تدور أحداثها حول الأطفال والأبناء والناشئة والفتيات، كما أورد كثيراً من قصص الأمم البائدة والقرى الهالكة وقصص الأنبياء والرسل.
وعلى الضفة الأخرى لمجرى النهر يمتد الحديث الشريف فنجد فيه حدائق وجداول ترفد أدب الأطفال بغزارة وتنثر بذور العناية بهم، وطرائق توجيههم وإرشادهم.
ولقد كان في سلوك الرسول - عليه الصلاة والسلام - وأقواله خير دليل على اهتمامه بهم ورعايته لهم، وخير مرشد للصحابة وسائر الأمة إلى تربيتهم وإصلاحهم واختيار ما ينفعهم.
وتمثل السيرة النبوية مصدراً رائعاً ومتجدداً لأدب الأطفال بما فيها من أحداث ووقائع تصاغ صياعة قصصية بلغة تناسب مختلف الأعمار.
كما يضم الإنتاج العلمي والأدبي في التراث العربي والإسلامي كثيراً من كتب الأخبار والتراجم والرحلات والتاريخ، وفيها أخبار الخلفاء والوزراء والقادة والرحالة والتجار والعشاق والأعراب والحمقى والمغفلين، وبعض مظاهر الحياة الاجتماعية.
وأشار المؤلف إلى قصص الحيوان والطير.. وقال:
أجرى العرب على لسان الحيوان والجماد كثيراً من الأحاديث والمحاورات في أشعارهم وأمثالهم.
ترجم ابن المقفع كتاب كليلة ودمنة وهو يتضمن قصصاً لعالم الحيوان والطير.. تحمل كثيراً من الأفكار والأهداف والقيم والأخلاق.