سام الغُباري
- أعرف جيداً مع من أقف! الأبطال الذين حملوا السلاح لمواجهة قوى التخلف والظلام لا يمكن أن يمارسوا شهوة الانتقام مهما بلغ الألم، أتعرفون لماذا؟ لأنهم أبطال، وليسوا دواعش، كما يحلو للحوثيين وصفهم!.
- أعرفهم جيداً، التقيت بالآف منهم في مأرب، وتعز، وفي حدود الضالع، وعلى جبال صبر، تعز التي كانت تغني حتى جاءها الحوثيون أقسمت ألا تتوقف عن الغناء، «طارق البنا» يشدو من على أطلال شوارعها الجميلة، يلبس الجينز، ويتحدث عن رجولة فائضة في مدينته، والرجال دوماً لا ينتقمون.
- لم يفعل أبطالنا شيئاً مؤذياً، قاموا بما يجب عليهم، دخلوا قرية استكبر فيها الحوثيون وحولوها إلى قرية ملعونة، أزالوا معالم الظلم، دون أن تُسفك قطرة دم واحدة، فماذا فعل الحوثيون في المقابل..
- يجب ألا ننسى، صوت المرأة العجوز التي دعت الله أن يشرد الحوثيين في الجبال، ويطيح بهم كما أطاحوا بمنزلها، المقاومون لم يقتلوا الطفل «أسامة بدير» في يريم، ولم يعذبوا «الشبري» في مؤخرته حتى الموت، ولما استنكر العقلاء سخروا من مؤخرة الشهيد التي كانت بما فيها أطهر من وجوههم الكريهة.
- صوت آلاف المشردين من دماج ما يزال صداه عميقاً وغائراً في الجُرح الوطني والإنساني، المياه التي تبوّل عليها الحوثيون ليشرب منها أهالي تعز، أمين الشفق الذي حمل الماء من إب إلى تعز في مسيرة تحمل الحياة، ما يزال معتقلاً منذ عام، جريرته أنه حمل قِرب الماء ليسقي الظامئين.
- المقاومون لم يقتلوا «القشيبي» ويضحكوا فوق جثته التي أطلقوا عليها الرصاص المجنون وضربوها بالفؤوس حتى قالوا أنهم جعلوا منها «بزابيز» و»فتافيت»!، لا لسنا من يقتل بوحشية مفرطة، ولسنا من يفتك بالرجولة لأنها خرجت معنا من رحم واحد، رضعناها من أثداء أمهاتنا، ومواقف آبائنا، وشهامة قبائلنا، تعلمناها من الزبيري والنعمان وعبدالمغني وأحرار البطولة الذين دفنوا جيفة الإمامة إلى الأبد.
- أنا أعرف مع من أقف، لا يمكن لهؤلاء الصقور أن يهدموا دور القرآن كما فعل الحوثيون في كل قرى الصمود، لا يمكن أن يصبوا ماء النار على أعدائهم، مهما بلغ التحدي، حتى وإن سمعنا صراخ كل الناشطات يأتي من جوانب الصفحات الممتلئة بالخسة والعار.
- على كل الغاضبين أن يأتوا بصورة واحدة حقيقية لمشهد خارج عن السيطرة في قرية الصراري بتعز، لا شيء في الجوار ينذر بكارثة إلا ما يراه الحوثيون عبر منافقيهم الجبناء، الذين صمّوا آذانهم وعصبوا على أعينهم من مشاهد الدمار الضاري الذي قام به الحوثيون بداخل القرى الآمنة.
- رسالة الصراري .. عميقة وهادفة، جاءت بعد تصريح محمد عبدالسلام الناطق باسم جماعة الإرهاب الحوثي الذي تحدث عن «تطهير عرقي» محتمل في حال تخليهم عن السلاح، وهذا هو السبب الكبير الذي يجعل الكاذبين يصرخون كالنائحات المستأجرات على شيء لم يقع، ووحشية لا تصدر عن رجال طيبين، فما زلت أتذكر «عُتمة» التي هجم عليها الحوثيون من قرى آنس وعنس، وأرسلوا إليها مئات التافهين للقضاء على شيخها المقاوم «عبدالوهاب معوضة»، وكُنا نصرخ ونُجابه بالصمت، والخذلان، حتى استقر الهدوء الحذر فيها، وقد فقدت 51 شهيداً، و66 جريحاً، في عتمة قرى كاملة يقطنها السلاليون مثل بيت الجرموزي التي خانت عشيرتها، وتواطأت مع الحوثيين القادمين من صعدة وضوران آنس، وقرى عمد والوشل في عنس لقتل أبنائها، وتركيعهم وإذلالهم.. ستتحرر عتمة ذات يوم، وسيبكي الخونة ندماً على ما فعلوه بأصحابهم وعشائرهم في كل قرى اليمن.
- في قاموس البدع الخرقاء يجوز للحوثيين أن يحشدوا على المدن ويهاجموا القرى، ويفجروا البيوت، يتلذذ الغابرون بتلك الهجمات الجاهلية الدموية، ولما يرتد الرمح وتذهب الطعنة إلى صدر الشيطان تتكالب أذرع البغاء للصراخ الضعيف، واستجداء العقل، والبحث عن مؤمن ينقذ الأنذال من ورطتهم.
- لا يجوز أن نصدق كل تلك الكائنات الطفيلية على المنطق والعقل والواقع، سيعود كل شيء إلى مكانه قريباً، ولن يبقى للحوثيين جُحر يخبئون فيه سوءاتهم سوى كهوفٌ ممتلئة بالجرذان التي تشبههم، وذلك يوم الشعب الذي قال كلمته فيهم، وأنفذها مُردداً قصيدة الزبيري العظيم:
سجل مكانك في التاريخ يا قلم
فها هنا تبعث الأجيال والأمم
هنا البراكين هبت من مضاجعها
تطغى وتكتسح الطاغي وتلتهم
.. وإلى لقاء يتجدد.