فهد بن أحمد الصالح
الحديث عن بيوت الشباب هو حديث عن صفحات طويلة من الذكريات قل ألا تجد فيه ذكرى أو موقف جميل لمن كان رياضياً قبل ثلاثة أو أربعة عقود، وهو كذلك حديث عن معسكرات طويلة تقام للمنتخبات المختلفة الألعاب، وهو حديث عن نشاط تجاوز أكثر من 21 بيتاً بمدن ومحافظات المملكة كانت كخلايا النحل من الأنشطة والمسابقات والفعاليات التي يتسابق لها الشباب للاشتراك فيها، وهي حديث عن بيت كان يعده الشباب على مختلف الأعمال شريطة تجاوز الـ 16 عاماً بيتاً لهم في كل مدن المملكة يسكنونه متى شاؤوا ورغبوا، هو حديث عن نظام فندقي متميز وفيه إشراف اجتماعي ورياضي مختار بعناية، وهو حديث عن رسالة شبابية ورياضية واجتماعية كانت تسعى لتحقيقها رئاسة الشباب آنذاك التي تشرف عليها وتدفع تميزها وتدعم فعالياتها وتحضر مناسباتها من قبل الرئيس العام مباشرة، هي دون شك ماضي مجيد ولكن هل هي حاضر مزدهر الآن أو مستقبل متفاءل غداً مع برنامج التحول 2020 ورؤية الوطن 2030.
وربما أن أكثر الشباب والرياضيين لا يعلموا عن أهداف بيوت الشباب ورسالتها والإستراتيجية التي من أجلها أقرت والخدمات الواجب تقديمها للأعضاء المحليين والدوليين، كما قد لا يعرف الكثير أن بيوت الشباب هو الاسم المختصر لها فهي: الجمعية العربية السعودية لبيوت الشباب، وهي جمعية ذات نفع عام وليس لها طابع سياسي أو تجاري، وهي الجهة الوحيدة المسؤولة عن حركة بيوت الشباب بالمملكة بحكم عضويتها في الاتحاد الدولي لبيوت الشباب وعضو في الاتحاد العربي لجمعيات بيوت الشباب. وتهدف الجمعية إلى تنمية ودعم حركة بيوت الشباب وتنمية المعارف لدى الشباب في جميع مدن المملكة وتشجيعهم على الترحال والسفر لزيادة معلوماتهم عن بلادهم والبلاد العربية والإسلامية والصديقة، وتعتبر بيوت الشباب بالمملكة من المراكز الإشعاعية بالمجتمع التي تسهم في خدمته وتنميته من خلال ما تنفذه من برامج ونشاطات وما تقدمه من خدمات متميزة، والمشاركة والإسهام في برامج الخدمة العامة ومشروعات خدمة البيئة من خلال تعاونها مع العديد من المؤسسات والهيئات، كذلك توفير خدمات للمعاقين ودور التربية للأيتام في بيوت الشباب خلال نشاطاتهم ورحلاتهم واستضافة مهرجانات المعاقين والكشافة والرحلات والزيارات الطلابية لمنسوبي المدارس والجامعات وإدارات التعليم ودعم علاقات التعاون وتبادل الخبرات وصقلها وتنمية المعارف واكتشاف المواهب الجديدة وتشجيعها وزيادة حركة النشاط فيما بينها وبين بيوت الشباب، واستضافة المعارض الفنية والعلمية ومعارض صحف الحائط والمسابقات الثقافية والعلمية والمعسكرات، والمشاركة في المهرجانات المختلفة للتراث والثقافة والألعاب الشعبية والرياضة للجميع، وتوفير الخدمات لفرق المنتخبات الوطنية والأندية الرياضية خلال إقامتها في بيوت الشباب، واستخدام بيوت الشباب كمراكز للإيواء في حالة السيول والكوارث، واستضافة الرحالة السعوديين والعرب وتقديم التسهيلات للشباب الجامعي الراغبين في إعداد بحوث التخرج والرسائل العليا عن بيوت الشباب وأهدافها ورسالتها وأنشطتها.
وتمنح بيوت الشباب خيارات للراغبين في الاشتراك بالجمعية للاستفادة من الأنشطة كبطاقة الترحيب بالزوار من خارج المملكة وبطاقة للمقيمين وبطاقة للناشئين وكذلك عضوية فردية تمنح للمواطنين والمقيمين بالمملكة ولغير السعوديين الحاصلين على تأشيرات الدخول وتخول البطاقة حاملها بالسكن داخل وخارج المملكة مع الاستفادة من مزاولة الأنشطة المتاحة في بيوت الشباب وبرسوم 200 ريال في السنة، وعضوية جماعية تمنح للهيئات والاتحادات والأندية والمدارس، وتخول البطاقة حاملها بالسكن في بيوت الشباب داخل المملكة لعدد 25 فردا للبطاقة الواحدة دون اشتراط أسماء محددة رسومها 600 ريال في السنة الواحدة مع بعض الضوابط الميسرة في الاشتراك، ويمكن إصدار بطاقة عضوية لأبناء الأعضاء الحاصلين على بطاقة عضوية سارية المفعول بشرط مرافقة والده أثناء سكنه أو مزاولته للأنشطة داخل بيوت الشباب هذا مع إمكانية إصدار بطاقات خاصة بالاستفادة من بعض المرافق كبطاقة للاستفادة من المسابح الموجودة.
ختاماً، إنني أضع أمام المسؤولين عن بيوت الشباب والقارئ الكريم تلك الأهداف التي بنيت عليها سياسة ورسالة وإستراتيجية بيوت الشباب وكيف هو الواقع في تنفيذها وهل بلغت درجة الرضا الداخلي مرحلة لا تجعلنا نراجع أنفسنا، فبالرغم من سعادتي وأنا استعرض الأهداف الرائعة لبيوت الشباب وخدماتها وعضوياتها وإستراتيجيتها المجتمعية إلا أنني في غاية الحزن والأسى لواقعها الذي يشاهده المواطن وفعالياتها التي تقام مع مشتركين لا يتجاوزوا أصابع اليد الواحدة، ولا شك لدي ولدى القارئ أن الفضاء الذي تسبح فيه بيوت الشباب واسع وربما أن السباحين لم يحسنوا السباحة أو وجدوا عوائق فبقي هذا الفضاء خالياً إلا من الشيء اليسير من البرامج والأنشطة وبالتالي العضويات والاشتراكات وهو جهد وإن وجد فدون المأمول بكثير، فثمة قصور تسويقي وإداري واضح لأن البيوت تستطيع أن تصرف على نفسها إن أحسنت ترويج عضويتها وأبرزت أنشطتها وأهدافها، خاصة أنه يمكن الاستفادة محلياً ودولياً من المنظومة الطويلة لبيوت الشباب حول العالم، ولا أظن أن ما يقدم اليوم يرضي الهيئة العامة للرياضة في ظل برنامج التحول الوطني ومبادراتها الـ 22 للشباب وخططها التي تهدف إلى تحقيق ما يخصها في رؤية الوطن الطموحة والمخصصة للشباب.