د. أحمد الفراج
منذ أحداث تركيا، والإخوان السعوديون، وبمساندة لوجستية من السروريين، ينشطون بشكل مكثف، كخلايا مساندة لزعيم دولة أجنبية، وهو مشهد لم يسبق أن رأينا له مثيلاً، وربما أن سبب ذلك هو انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ولو كان موقف الحزبيين عقلانيًا، أو حتى قريبًا من العقلانية، لما لفت ذلك انتباه المتابع. هذا، ولكن هذه الحملات الإخوانية الضخمة، والحشد لزعيم أجنبي، تجاوزت كل حدود المعقول، وهي حملات وصلت درجة تكفير من فرح بانقلاب تركيا، ناهيك عمن شبه الزعيم الأجنبي بالنبي، عليه السلام، حاشاه عن ذلك، ومع أنها حملات حشد ودعم لدولة أجنبية، إلا أنها في ذات الوقت، حملات طعن غير مباشر ببلاد الحرمين، وحلفائها الخليجيين، وحتى عندما طالب مسؤولون أتراك اخوان السعودية بعدم التدخل، ونهر ناشط تركي زعيمًا سروريًا سعوديًا، وقال له: «اخرس»، فإن ذلك لم يجد نفعًا، فعندما تصدر الأوامر من التنظيم الدولي، فما على جنود التتظيم إلا السمع والطاعة.
وإمعانًا من إخوان المملكة في الدعم والحشد وراء زعيم أجنبي، فقد شد كبارهم الرحال إلى الباب العالي، ربما ليكونوا قريبين من الحدث من ناحية، وليأخذوا التوجيهات مباشرة من قيادات التنظيم الكبرى، التي توجد هناك، فالشيخ يوسف القرضاوي تسامى على شيخوخته وأمراضه، وشد الرحال إلى إسطنبول، أما الصحفي السعودي المتقلب، الذي سرق لقب «زعيم الحزم»، وأضفاه على زعيم تركيا، فهو يكتب، ويحشد، ويناكف، ويبشر الأتباع بمستقبل واعد في أرض الخلافة القادمة، ويسانده في ذلك تاجر برامج كمبيوتر شاب، وجد في تركيا ضالته، وهي عرفت كيف تشتري ذمته بالحشد والتأييد، إِذ يكفي أن تشتري منه برنامجًا كمبيوتريًا بعدة ملايين، ليصبح رهن إشارة التنظيم، وهو الذي لا يترك شاردة ولا واردة عن بلده (المملكة)، إلا وأشبعها نقدًا وتجريحًا، حتى لتخال أن بينه وبينها ثأرًا عميقًا، فما ينتقده في المملكة، يشيد به، عندما يحدث في كل مكان في العالم، وله صولات وجولات لا يمكن أن تنسى، إِذ مع أنه حذف شعار رابعة من حسابه التويتري مرغمًا، إلا أن الشعار بقي في وجدانه، مدعومًا بخشم الدولار والأصفر الرنان.
الدكتور عبدالله النفيسي، الذي تقلب فكريًا حتى مل منه التقلب، فقد بدأ شيوعيًا، ثم تحول قومجيًا، ثم دعم حركة جهيمان السلفية، وانتهى به المطاف متحدثًا باسم تنظيم الإخوان، لا زال ينافح ويصرح، منذ انقلاب تركيا المزعوم، مستمدًا توجيهاته من التنظيم الدولي، فالنفيسي هو من مهد لانفصال جبهة النصرة الإرهابية عن القاعدة، بتغريدات غريبة ومشبوهة، ويبدو أن النصرة ستكون حليفًا مساندًا لتتظيم الإخوان في قادم الأيام، وهذا متوقع، فكل الحركات المتأسلمة الإرهابية خرجت من رحم تنظيم الإخوان، وربيبته السرورية، ولم يترك النفيسي أحدًا إلا واتهمه بالوقوف وراء الانقلاب التركي، ولن استغرب لو اتهم اللاعب الدولي ميسي، أو الممثل ال باتشينو بأنهم من خطط للانقلاب، وعلينا أن ننتظر تجليات إخوان المملكة في قادم الأيام، فقد يدعون أتباعهم للهجرة إلى تركيا، إِذ لم يعد لتصرفاتهم اللا عقلانية حد، فلنتابعهم سويًا، فقد أصبحوا متعة، ولكنها متعة بطعم الجحود والخيانة!.