حميد بن عوض العنزي
•الإقبال الكبير الذي تشهده الجامعات كل عام من طلاب وطالبات الثانوية العامة، - والذي ظهر جليا هذا العام مع محاولة بعض الجامعات تقليص أعداد القبول- وهو نتيجة طبيعية لضعف الخيارات والبدائل في التعليم ما فوق الثانوي غير الجامعي، حيث لانزال نجهل ربط توظيف مدخلات التعليم بما يعزز الاحتياج الحقيقي من متطلبات التنمية البشرية المتوائمة مع ظروف ومستجدات سوق العمل وفق المؤشرات التي يمكن أن تسهم في توجيه البوصلة بشكل يقارب بين المخرجات والمتطلبات لكيلا نتسبب في ضخ تخصصات ليس لها نصيب في سوق عمل أصبح متغيراً بشكل متسارع بمعطيات التقنية المذهلة في تطورها وسرعتها.
•التعليم هو المضخة الرئيسة للقوى البشرية وإن لم نتعامل مع تطويره بمسؤولية وسرعة عالية سنكتشف أننا نخسر المليارات على تخريج أيدي عاطلة. وتزايد الإقبال على الجامعات أمر طبيعي من حيث التوجه كخيار شبه وحيد, إلا إنه ليس أمراً صحيا من حيث البعد المهني والوظيفي إذا ما أردنا الحديث عن الجانب الإستراتيجي في استيعاب هذه الأعداد في قنوات التوظيف على المدى المتوسط والبعيد، المسؤولية اليوم كبيرة على صناع القرار وعلى المستشارين الذين تغص بهم معظم دوائر صنع القرار بأن يقدموا عملاً مسؤولاً ووطنياً يصوب مسارات التعليم تجاه المستقبل الذي يبدو أنه يشهد تغيراً مذهلاً يتطلب تهيئة كل مكونات التنمية البشرية للتعامل مع واقع لا يعترف بالتقليدية التي نسير عليها في تعليمنا الحالي.
•نحتاج إلى منظومة تعليم تتكامل مع بعضها توفر مستويات متنوعة من التعليم التطبيقي والمهني بما يتوافق مع متطلبات رؤية 2030, وبما يعالج الخلل الحاصل في سوق العمل وتناقضات احتياجاته من العمالة الأجنبية وأرقام البطالة بين السعوديين, لدينا أكثر من عشرة ملايين عامل أجنبي وفي نفس الوقت لدينا نحو 11% من السعوديين عاطلين, وهذا الخلل لا يمكن معالجته دون إحداث تغير جذري في منظومة التعليم بكل دوائرها الثقافية والفكرية والعلمية والتربوية.