جهد مهدر(1)
يتقنُ الركضَ العشوائي في أزقة الحياة الضيقة. يَهُبُّ كُلّ صباح قبل أن تتمايزَ خيوط السماء.
في صدره قنديل خافت يتأمل سطوعه عبثًا.
وفي المساء ينكثُ مشاعره، ويبكي حظه العاثر بلادموع.
العائد إلى الوراء(2)
في قلبِها تركضُ الحياةُ آفلةً!
ذاكَ الذي كانَ يَسْقِي الوردَ على شُرفتِها كُلَّ صباحٍ؛ ماعادَ يُؤمنُ بجدوى الوردِ!
سواد (3)
يحيكُ كُلَّ أنواع الشتائمِ في داخلِه بصمتٍ؛ ليبدو أكثرَ نقاء.
ظلّ النحسُ ملازمًا له، رغم كلّ هذا النّقاء الذي يتحلى به.
قبل أن تكشف َ له الأيّامُ أن سوادَهُ الباطن، هو المتورطُ الوحيد في كُلّ مصائبهِ الماضية.
الهطول الذي لا يجئ(4)
قال لها:
أتدرين كيف تهطلُ أمطارُ الرّوح؟
يكفي أنْ تُطِلِّي غيمة ؛ فأهطل!
من يومها؛وهي تتكثف كُلّما تبخرت.
وتتبخر بعد أن تتكثف.
ثم تعودُ؛ لتتكثف، وتتبخر.
كلّ هذا: في انتظار هطوله الذي لا يجيء!!
فرص عابرة(5)
معبّأ بالفرص!
يتجمّد وقته كلّما تعثر به.
فيصعب عليه إذابته من جديد.
نهاية معتمة(6)
هي: تزرع نفسها عندبابه كلّ يوم.
هو: موبوء بتأنيب الضمير.
هما:قصة حبّ فاشلة.
هكذا بدأت الحكاية؛ قبل أن يتورطا في السير على الطريق المظلم حتى النهاية.
غيّ(7)
يستدرج الفرح إلى قلبه استدراجًا، ويفشل في اقتناصه!
كلّما أوقد للفرح نارًا, أطفأها هواه.
تهميش(8)
أدار ظهره للعالم.
أطفأ رأسه.
ثم استرخى!
لايُؤلِم، ولايُؤلَم.
لاينتظر أحدًا، ولاأحد ينتظره.
ملامحه صامتة، وقلبه منهك من ضخ دمه العتيق!
ترويض(9)
يَغْلِيها قَبْلَ أنْ يَسْكُبَها فِيْ كوبِ شايهِ؛ لِيحْتسِيها على مهلٍ!
هَكَذا كانَ يخْتَارُ ترْويضَها!
العمر(10)
منذ أعوام لم يحتفل بيوم مولده.
لقد كره الرقم الذي يضاف في كلّ عام لذلك التاريخ.
قرر أن يعيش دون أن يتذكره, إلا في زيارة الطبيب!
حرص على ألا يقترن بامرأة تفني عمره.
تزوج الرياضة, والسفر, والحريّة؛ حتى لاتهرب منه سنيّ العمر.
عبء(11)
يحمل الآخرين على كتفه دائمًا.
لم يعد يملك الوقت الكافي للإمساك ببعض هدوئه!
كلّما حاول أن يتنفس اللامبالاة, اختنق بالفراغ.
قلوب قريبة(12)
يمشي إلى طموحاته بهدوء وسلام.
العالم من ورائه، وأمامه عالمه.
لم ينسَ في طريق سيره، أنّ عليه أن يصافح كلّ الأيدي التي تكاد أن تزلقه بأبصارها.
وصل!
لكنهالم تصفق له!
كان شعوره يومها؛كمن حصل على شهادة، وفشل في إيجاد جداريعلقها عليه.
بنصف ابتسامة، وبنصف عَبْرة أكمل طريقه.
كبرت نجاحاته؛ فصفق له كل العالم الذي لايعرفه، قبل من يعرفه!
حصد قلوبًا بعيدة لكنها قريبة.. قريبة جدًا في الاحتفاء به.
عطاء(13)
قبل أن يصير قلبها غابة من أشجار مثمرة؛ كانت تمتلك يدًا خضراء, وعينًا تروي الجداول. ودعلًا صغيرًا وكثيفًا من حبّ فطري.
ضعف(14)
تتحول إلى قطةٌ لاتُجيد غير المواء على العتبات؛ كلّما هجرها.
تفتعل الأسباب؛ لخلق باب تدخل منه للاعتذار, حتى لو كان هو المخطئ!
تسوّل(15)
كتب حرفين!
امتدحه كاتبان بعد أن تسولهما الثناء.
اشرأبّ..
تعاظم...
أصبح يراهم من أعلى قمة جبله, أقزامًا تزدريهم عينه!
شُهرة (16)
ينتحلُ شخصيات من الوهم.
يصنع بها لنفسه مجدًا.
يسرق كتاباته باسم.
ويدخل باسم آخر؛ ليدافع عنها!
- د. زكيّة بنت محمّد العتيبي
Zakyah11@gmail.com