د. عبدالرحمن الشلاش
بتعيين صاحبة السمو الملكي الأميرة ريمة بنت بندر بن سلطان وكيلة للرئيس للقسم النسائي في الهيئة العامة للرياضة تكون الرياضة النسائية السعودية قد ولدت بعد حالة مخاض طويلة. إنها ساعة ميلاد الرياضة النسائية السعودية لتدخل مرحلة مختلفة من التنظيم وضمان المشاركة لأكبر قدر من بنات حواء السعوديات.
النساء السعوديات كن يمارسن أنواعاً من الرياضة ولكن بشكل غير منظم, واجتهادات فردية تكسوها العشوائية. لا تتجاوز تلك الممارسات بعض الأنشطة في الممشى أو لعب الكرة والسباحة والتنس وبعض الألعاب الفردية والجماعية في الاستراحات أو الأندية الصغيرة الملحقة ببعض الفنادق, ورغم ذلك كن يعانين من التضييق وكأن الرياضة البدنية حلال للرجال وحرام على النساء. الرياضة التي يحتاجها البدن لإزالة الدهون الزائدة والوقاية من الأمراض قد تحتاجها المرأة أكثر من الرجال لقلة حركتها وندرة الخيارات أمامها، فما نشاهده من انتشار السمنة المفرطة بالذات بين النساء وتفشي الأمراض بينهن مثل الضغط والسكر دليل أكيد على حاجتهن الماسة للرياضة بشكل يومي, وحاجتهن أكثر للثقافة الرياضية وخاصة ما يناسبهن من أنواع الرياضات حسب القوة البدنية والعمر والثقافة الصحية في زمن انتشرت فيه الأمراض بصورة مقلقة, وتحقيق هذه الحاجات الأساسية لن يكون إلا بواسطة برامج منتظمة ومستمرة تؤمن للنساء في كل ربوع الوطن لتلبية كل رغباتهن, وبنية رياضية تحتية وفق أفضل المواصفات.
أعرف أن كثيرات سيربحن من وراء هذه الخطوة المهمة جداً والتي تدل على حرص الدولة وإيمانها الشديد بأهمية الرياضة ودور المرأة في التنمية. في 20 جمادى الأولى عام 1429 هجرية كتبت مقالاً في جريدة الرياض تحت عنوان «التربية البدنية للبنات» نشر المقال قبل أكثر من ثماني سنوات ورغم أنه لقي بعض المعارضات من فئات معينة إلا أنه لقي في ذلك الحين ترحيباً واسعاً. بعض المعارضين لفكرة الرياضية المدرسية كانوا يقولون وقتها وماذا عسى حصتان أن تفعل؟ لم تنجح حصص الرياضة للأولاد حتى تنجح للبنات, و غيرها من الأحكام المسبقة غير المبنية على أساس علمي, وإنما حجج الهدف من ورائها تعطيل تنفيذ الفكرة، لذلك ظلت الرياضة لدينا ذكورية بحتة دون أن يكون للمرأة نصيب ولا حتى الفتات!
الوعي بأهمية الرياضة النسائية سبق إقرارها ما يدل على توافر مقومات النجاح ووجود الرغبة الأكيدة. المهم أن يواكب ذلك عمل مدروس لنشر الرياضة في مدارس
البنات والجامعات والعناية بالأندية الرياضية النسائية الرسمية والتجارية, ونشر ثقافة ممارسة الرياضة لتتأصل عند الجميع وتتحول إلى قناعة راسخة.