موضي الزهراني
تعتبر المنطقة الجنوبية في فصل الصيف من المناطق المتميزة بأجوائها الرائعة التي قد تنافس الكثير من الدول العربية السياحية، وهذه الأجواء جعلتها وجهة سياحية للكثير من المصطافين من داخل المملكة وخارجها على مدار السنوات الطويلة الماضية! وكذلك منطقة الطائف التي كانت الوجهة السياحية للعديد من المصطافين لموقعها الجغرافي المميز، لكن إلى الآن مازالت الخدمات السياحية دون المستوى المطلوب في هذه المناطق السياحية بالرغم من إقبال المصطافين عليها سنوياً! حيث مازال الكثير يشكو من عدم التغير في مستوى ونوع الخدمات بما يواكب أعداد المصطافين واحتياجاتهم المختلفة، إلى جانب غلاء الأسعار، خاصة في الشقق المفروشة والمنتجعات المحدودة والفنادق التي دون المستوى المطلوب! والأدهى من ذلك عدم الاستمتاع بتلك المساحات الجبلية الخضراء الشاسعة وذلك بسبب الاستهتار الشعبي العام بالنظافة وخاصة ما شهدناه في المناطق التالية «الطائف، أبها، الباحة»! وهذه من المشاهدات الموسمية المؤسفة المتكررة والتي تم تداولها في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي تناولت قمة الاستهتار لدى الكثير من العوائل أو الشباب، وهم يتركون نفاياتهم بعد رحلاتهم البرية غير عابئين لا بنظافة المكان، ولا بالأثر الصحي السيئ الذي يسببونه للبيئة، ولا بالمظهر الحضاري لوطنهم ومنشآته والتي تخسر الدولة عليها الملايين للمحافظة عليها كمواقع جمالية في هذه المناطق السياحية ! فهذا الاستهتار بالنظام والآداب المتوقعة منهم للمحافظة على البيئة في أهم المناطق السياحية والمقصودة من مختلف المناطق والدول الخليجية يحتاج إلى «نظام صارم» واجراءات تأديبية عاجلة من وزارة البلدية «أمانات المناطق» وذلك بالتعاون مع هيئة السياحة التي لابد أن تتدخل لحماية المواقع السياحية والأثرية من هذا الجهل الذي أساء للمستوى الحضاري لدينا أمام الدول الأخرى، بل وأمام أنفسنا كمواطنين من واجبنا المشاركة في الحفاظ على الصورة الجمالية لبلادنا ! فالسياحة الداخلية لدينا تواجه للأسف أزمتين لابد من هيئة السياحة أن تقوم بدراستهما ومعالجتهما عاجلاً وهما:
1 - غلاء تكاليف السياحة في مناطقنا السياحية بالرغم من تواضع خدماتها منذ سنوات طويلة !والتي قد تقدمها في مناطق خارجية وبنفس أو أقل تكلفة لكن مقابل برامج سياحية متعددة وذات مستوى عال من الخدمة الراقية!.
2 - أيضاً المشكلة الأزلية لدينا في الاستهتار الدائم والواضح لدى المصطافين في المواقع البريّة والمنتجعات، وعدم اهتمامهم بنظافة المكان واحترام المنشآت السياحية ومرافقها مثل «دورات المياه، والجلسات، وسلال النفايات» حيث يتم استهلاكها وتخريبها بدون أي رادع لهم!
لذلك فإن «13» مبادرة للنهوض بالسياحة وبتكلفة 26 مليار ريال، لن تؤتي ثمارها في المحافظة على الهوية الوطنية، لأن الأمر يحتاج إلى تطوير وتوعية وتثقيف تجاه المفهوم العام للسياحة الوطنية، وإلى عقوبات صارمة لكل من تسوّل له نفسه الإساءة للمظهر الحضاري العام للحدائق، والمواقع السياحية وخاصة البريّة، وإلا فإننا لن نتقدم لا سياحياً ولا حضارياً ولا سلوكياً للأسف الشديد!.