تصوير - عبد العزيز العريفي:
أصبح عدد من المواقع والمباني والقصور التراثية مصدر جذب للسياح في إجازة الصيف، بعد أن أصبحت مهيأة للزيارة من جهة، ولارتفاع الوعي لدى السياح المواطنين بأهمية وقيمة هذه المواقع التي تشكل سجلاً حياً لتاريخ البلاد والمناطق التي توجد فيها.
وتتنوع هذه المواقع التراثية ما بين القرى والبلدات التراثية والأحياء التاريخية والقصور التراثية والمتاحف والأسواق التراثية وغيرها، وأصبح عدد من هذه المواقع تشهد إقامة فعاليات سياحية، كما توجد فيها محلات للهدايا التراثية.
وتحظى البلدات والمواقع التراثية التي تم ترميمها وإقامة الفعاليات فيها بالاهتمام الأكبر من السياح ومن أبرزها:
قرية رجال ألمع
تُعد قرية رجال ألمع التراثية بمنطقة عسير وجهة سياحية لكثير من زوار منطقة عسير، حيث إنها قريبة من مواقع التمركز السياحي في مدينة أبها والمواقع القريبة منها، كما أنها توفر الكثير من العوامل التاريخية والثقافية والتراثية والطبيعية من خلال طبيعتها وضيافة أهلها وثقافتهم وتميز مبانيها التراثية.
وتتكون القرية من نحو 60 مبنىً بنيت من الحجارة الطبيعية والطين والأخشاب، وتتألف القصور من عدة أدوار وهي تعرف بالحصون. وتحتوي على متحف تراثي قام بإنشائه أهالي القرية لإنقاذ تراثهم الإقليمي.
وتم البدء في مشروع لتأهيل القرية ضمن مشاريع تنمية القرى التراثية الذي تتعاون فيها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مع الأمانات والبلديات والمجتمعات المحلية، وشمل ترميم البيوت التراثية في البلدة، وإنشاء متاحف ومركز للزوار ومسرح مفتوح للاحتفالات.
قرية ذي عين التراثية
تظل قرية ذي عين التراثية بمنطقة الباحة التي يعود تاريخها إلى مئات السنين, واحدة من أجمل وأبرز المواقع الأثرية على مستوى المملكة , نظراً لما تتمتع به من جمال في طريقة بنائها، وما تزخر به من مزارع شاسعة تغذيها عين القرية التي لم تتوقف على مر الزمان.
وتضم القرية التي تقع على سفح تل من المرمر الأبيض 59 بيتاً ذات ارتفاعات مختلفة، تتراوح من دور واحد إلى أربعة أدوار يربطها عدد من الممرات التي تم اختيارها بعناية لتسهيل حركة المارة , في حين يأخذ مسجد القرية مكان الوسط بين البيوت ومزارع الموز والليمون والكادي.
وما يمـيز قـرية ذي عين الأثرية عن غيرها من القـرى التراثية المتناثرة في منطقة البـاحة، التـوليـفـة التي تحتويها من مبان تراثية ومـدرجات زراعيـة يتم تغذيتهـا عبر عيـن المـاء التي تجري على مدار العام، وهـي التـي يتقاسمهـا المـزارعون وفق نظام تم إقراره من قبـلهم وهم ملتزمون به حتى اليوم .
وتسعى الهيئة العـامة للسياحة والتراث الـوطـني إلى حماية آثار القـرية التي لحـق ببـيوتـها خـلال العقود الثـلاثة الماضـية الإهمـال بسبب هجر أهلها لها وضعف ثقافة الزوار، إضافة إلى تأثير العوامل الطبيعيـة عبر عدد من المشروعات التأهيلية والتطويرية والإنقاذيـة .
وتتضمن خطة تطوير القرية ثلاث مراحل يستمر تنفيذها على مدار خمس سنوات، وتشمل إعداد الرؤية الاستراتيجية لتنمية القرية بشكل مستدام، وهي المرحلة الأولى التي تتضمن تأهيل الممر الرئيس للقرية، وإيجاد جلسات ومظلات على طول الممر وصولاً إلى شلال الماء.
إضافة إلى إعادة افتتاح مسجد القرية الأثري، وتأهيل عدد من المباني لتكون المتحف الخاص بها، وإنشاء مركز للزوار، ومحلات تجارية لأهالي القرية.
بلدة أشيقر التراثية
تتصدر بلدة أشيقر التراثية في الوقت الحاضر الوجهات الأكثر استقبالاً للسياح في منطقة الرياض، وخاصة من الجاليات المقيمة في الرياض الذين تكثر زياراتهم للبلدة يومي الخميس والجمعة.
وأصبحت البلدة وجهة للسياح بعد أن بادر أهالي أشيقر بترميم مبانيهم الطينية لتتضافر معها، بعد ذلك دعم الهيئة العامة للسياحة والآثار، أصبحت هذه البلدة أكثر البلدات التراثية جاهزية للرحلات السياحية ليس على مستوى منطقة الرياض بل وعلى مستوى المملكة، خاصة بعد افتتاح متحف خاص وسوق شعبي ومطعم للأكلات التراثية.
وتتميز بلدة أشيقر التراثية بجمال عمارتها التراثية، حيث بنيت جدرانها من لبن الطين، وسقفت غرفها وممراتها بأخشاب الأثل وغطيت الفراغات بين هذه الأخشاب بسعف النخيل، وكذلك صنعت الأبواب والنوافذ وجميع الأعمال الخشبية من مواد البناء المحلية المتمثلة في جذوع النخل والأثل.
وقد بدأت أعمال الترميم في البلدة التراثية بأشيقر عام 1424هـ، وقامت الهيئة العامة للسياحة والآثار مؤخراً بترميم سور القرية لتكتمل بذلك معظم أجزاء القرية التراثية.
حي الدرع التاريخي
يُعد حي الدرع التاريخي في دومة الجندل بمنطقة الجوف، من المواقع التراثية التي أصبحت معلماً سياحياً بارزاً يحظى باهتمام زوار منطقة الجوف.
كما أنّ هذا الحي التراثي أصبح مقراً مفضلاً للفعاليات التراثية والسياحية خاصة بعد الانتهاء من ترميمه.
ويقع ‹›حي الدرع›› بجانب مسجد عمر بن الخطاب التاريخي وقلعة مارد الأثرية، ويُعد أحد الآثار الباقية من مدينة دومة الجندل القديمة التي سلمت من معاول الهدم التي طالت سوق دومة الجندل التاريخي قبل نحو 25 عاماً.
وتعود منشآت الحي إلى العصر الإسلامي الوسيط، لكنها تقوم على طبقات أثرية وأساسات تعود إلى منتصف الألف الأول قبل الميلاد.
ويتميز الحي بمبانيه الحجرية ووقوعه بين البساتين ومسارب الماء التي كانت تؤمّن الحياة لساكني الحي من العيون القريبة.
وقد عملت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مؤخراً على مشروع لتهيئة أجزاء من حي الدرع، إلى جانب نظافة الموقع وإزالة الأتربة والمخلفات، وشمل المشروع ترميم وتركيب مبان حجرية لواجهات المباني المطلة على الممرات، وفك وإعادة تركيب بعض المباني الحجرية، مع ترميم شروخ الواجهات والمدخل والممرات، وتركيب أسقف خشبية من جذوع الأثل في الممرات، وتركيب طبقة عازلة للرطوبة للأسقف، وتركيب أبواب تراثية تطل على الممرات، وغيرها من الأعمال التي تتطلبها الخطة التطويرية لهذا الحي الذي يُعد من الأحياء ذات الخصوصية الثراثية في منطقة الجوف.