الديمقراطية المزعومة أو لنقل غبار الديمقراطية مما يروج لها البعض لمجرد لفت النظر لهم فيما هم الأشد بعداً عن كل ما تعنيه كمصطلح غربي المعنى والمضمون وفعل ظاهر للعيان وبعيد كل البعد عما يحاول الترويج له ذلك البعض ممن يرونه مجرد سلم للعبور من خلاله لتحقيق مصالحهم الذاتية بما فيها الوثوب على السلطة وأخذ بلدانهم تارة ذات اليمين وتارة ذات الشمال وخير دليل على مدى صحة ذلك ما صار من رفع لهذا المصطلح من قبل من لا أصل ولا وجود له في أدبياتهم، كالإخوان المسلمين حين اتخذوا من شعار الديمقراطية شعاراً لهم فيما أن غايتهم غير ذلك، فهي لا تتعدى مجرد الاستهلاك المحلي تعزيزاً ودفعاً لمقولاتهم التي تزعم بتحقيق العدالة بين من يرونهم الرعية، لقد أضاعت شعارات الحرية والديمقراطية المزعومتين شعوباً عربية وتسببت في تخلف شعوب أخرى لأنها لم تكن إلا من أجل السلطة ولا شيء غير السلطة ومن يمعن النظر فيما آلت إليه الأحوال في تلك البلدان العربية المأزومة ليدرك بالبداهة مدى ضحالة هذه البضاعة ومن يروجون لها من أولئك المعروف عنهم في بلدانهم بأنهم المتجاوزين للأنظمة والقوانين طالما تعارضت مع طموحاتهم ومآربهم الشخصية فيما حال البعيدين عن هذا السجال الممل والمذموم في الجانب الآخر من الأمة وقد صاروا إلى تحقيق مراد شعوبهم لاعتمادهم في الأساس على المصداقية والشفافية مع شعوبهم ومن يستطلع الفارق يجد الفرق الشاسع ما بين القول المقرون بالفعل وتلك الأقوال ذات المضمون المصلحي من أناس طالما كانوا من عشاق المجادلة ورفع الشعارات البراقة من مثل تلك الشعارات المتعلقة بالديمقراطية المزعومة..