وقفة قصيرة مع النفس نتصور من خلالها دور المعلم في المجتمع يجعلنا ندرك ضخامة الدور الذي يقوم به وعظم المسؤولية التي تقع على كاهله، وإن كان هناك اتفاق بين أهل الاختصاص على أن المعلم هو مفتاح نجاح العملية التعليمية، وأنه يقوم بدور معرفي وتربوي..
وفي النظر إلى دوره من زاوية أنه صاحب رسالة وليس مهنة، وأن الرسالة التي يقوم بإيصالها إلى الطلاب تساهم في تشكيل شخصيات وتفكير الطلاب ورسم مستقبلهم.
نجد أنها مسؤولية كبيرة تتطلب توافر الأمانة والإخلاص، والقدرات التربوية إلى جانب المهارات المهنية المتعلقة بإيصال المعلومات، وتحفيز عقول الطلاب على التفكير لصناعة مخرجات له تتمثل بمتعلم واعٍ مفكرٍ مبدعٍ يخدم نفسه وأسرته ووطنه.
إن الرسالة الكبرى للمعلمين في التعليم والتربية تتطلب جهداً كبيراً في تنمية معلوماتهم واكتساب مهارات متنوعة ليتمكنوا عن طريقها من التأثير على من يعلمونهم وإيجاد التفاعل الإيجابي بين الطلاب ومعلميهم..
أعلمت أشرف أو أجلّ من الذي
يبني وينشئ أنفساً وعقولا
يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
«إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النمل في جحرها وحتى الحوت في جوف البحر ليصلون على معلم الناس الخير»
ويمر بذهني وأنا أكتب هذه السطور ما ينشر بشكل سريع عن أخطاء بسيطة لبعض المعلمين التي من الممكن حلها بدون تشهير تقديراً لمكانة المعلم، وأن مكانته الاجتماعية يجب أن تُبرز وتُدعم.
إن تقدير مكانة المعلم هو جزء من مشروع تطوير التعليم، والمعلم هو محور التطوير، ولن تكتمل حلقات التطوير إلا بوجود معلم مؤهل علمياً وتربوياً ويعمل في بيئة تربوية نفسية مناسبة في محيط اجتماعي يقدر مسؤولياته، ويعلي مكانته ويبرز دوره ويمنحه حقوقه.