يعتبر البحث العلمي بشكل عام من مهام رقي الأمَّة وتقدمها فتجد الأمَّة المتقدمة علمياً وصناعياً وحضارياً واجتماعياً قد بات معيار التفوق والتقدم عندها بمقدار أبجديات الإبداع وتطوره عبر المؤسسات العلميَّة التي تسعى جاهدة بكافَّة وسائلها وأجهزتها المتاحة وفي عصرنا الحالي فقد أصبحت تلك الأمم سابقة الذكر.. تتسابق فيما بينها في كافَّة المجالات في الصِّناعية والبحث العلمي وفي علوم الفضاء وما ينطبق الحديث عنه ينطبق على الشركات العملاقة التي ترصد الأموال الطائلة وذلك من أجل تطوير وتحسين انتاجها وإذا لم تفعل ذلك فستجد نفسها في يوم من الأيَّام في أسفل القاع وقد سبقها منافسوها في الإنتاج فقد تجد الأمَّة نفسها متدهورة.

من خلال ما ذكر آنفا أكون قد وفقت بعض الشيء في إيضاح أهمِّيَّة البحث العلمي لما لذلك من أثر بارز ومهم في تقدم الأمَّة فالواجب على دول خليجنا المعطاء النظر بعين ثاقبة وبعيدة المدى في مستقبل البحث العلمي، فالمسؤولون في كافَّة الدول المتقدمة أخذوا على عاتقهم النهوض ببلدانهم ودفعها للحاق بركب الأمم المتقدمة فقد أجمع المفكرون عندهم على ضرورة ترتيب ما يجب عمله وتنفيذه على السطح لإدراك هذه الأهداف المرجوه وذلك بتقديم الأمم على المهم - ونحن في خليجنا المعطاء بحاجة ماسَّة لدعم هذه البحوث العلميَّة إلى الأمام وفي نظري أن هناك مجالات متعدِّدة للبحث العلمي تحتاج من الجهات المعنية الاهتمام بالصروح العلمَّية ودعمها بكافَّة الامكانيات المتاحة وذلك لإيجاد مصادر للمياه والغذاء فإذا كان لنا أن نعتمد أكثر فأكثر على هذا المصادر فمن الواجب علينا أن ننظر إلى هذه الأمور بنظرة مستقبلية ويجب إذن أن يحاول علماؤنا في خلجينا الخير إلى التخصصات المتعدَّدة. فالواجب استنباط طرق جديدة رخيصة التكاليف قليلة استهلاك الطاقة سهلة الاستعمال قليلة التعقيد.. الخ

فالواجب علينا ألا يكون اعتمادنا الكلي على التحلية كمصدر وحيد ولا على استيراد المواد الغذائية فإن الجهات المعينة في تلك الدول الخليجية بشكل لا تستطيع أن تضمن ضماناً كلياً لإنجاح هذه البحوث بالشكل المطلوب وذلك للوصول إلى طريقة سهلة وميسرة لاستخراج الماء العذب من الماء المالح بأرخص الأثمان.. بل يجب أن تتعدد مصادر المياه عن طريق التقنية الحديثة إلى جانب اكتشاف مصادر المياه الجوفية واستخراجها بواسطة أيحاث متطورة عن طريق علمائنا المتخصصين في المجالات العلميَّة - فإن المجال الزراعي لا يقل أهمِّيَّة عن مصادر المياه - فالأمر لا يختلف فيه اثنان على ضرورة تأمين احتياجاتنا الخليجية من الغذاء الزراعي والإنتاج الحيواني داخل بلداننا وأنه لابد من تطوير وتحسين الطرق الزراعية المستعملة في بلداننا وتطوير وتحسين الانتاج الحيواني بشكل عام ودول خليجنا العربي شاسعة ولها مناطق مناخية متعدَّدة فالواجب أن تكون بلداننا في مقدمة الأمم لإثراء المعرفة في هذه المجالات الحيوية الهامة.

والله الموفق والمعين.