تتحمل إدارات المرور المتعاقبة مسؤولية الإهمال الذي أدَّى إلى تراكمات أوصلتنا إلى هذه الفوضى العارمة التي تصعب السيطرة عليها. فكان الله في عون إدارته الحالية التي عليها أن تعلن حالة الطوارئ في صفوفها، فرغم التهديد والوعيد من قبلها بتطبيق النظام الذي إن طبقته خلال حملات محدودة في أماكن محدودة، فلن يطال العقاب إلا نسبة قليلة من المخالفين، وستستمر الفوضى المرورية التي حولت شوارعنا إلى ساحة نزال أدت وتؤدي إلى مجازر، فما من أسرة إلا واكتوت بنار فقد أحد أفرادها إن لم يكن أكثر.
إن غياب العمل الميداني وعدم تعميم (ساهر) وغياب تطبيق النظام بصرامة أدَّى إلى ترك الحبل على الغارب للمتهورين أما داخل الأحياء فقد أسقطها المرور من حساباته.
أتوجه إلى سعادة مدير عام المرور وفقه الله، فإن كان السبب في نقص الكوادر المؤهلة - وهذا مؤكد - فدربوا من يرغب من هذه الأعداد الهائلة من العاطلين من أبناء الوطن. وإن كان من قلة الإمكانات فاطلبوا المزيد لتمويل برامجكم، وحبذا لو وزع نظام المرور على المدارس والجامعات وغيرها والهدف فرض النظام وتطبيقه وترويض المستهترين ومعاقبة من يتعذر ترويضه.