القاهرة - علي فراج - طارق محيي - نهى سلطان:
أكَّد خبراء وعسكريون مصريون أن تأزم الأوضاع في المناطق العربية الملتهبة خاصة في العراق وسوريا واليمن، سببه التدخل الإيراني عبر عملائها في مناطق الصراع، محذرين من خطورة الأوراق الطائفية التي تعود النظام الإيراني على اللعب بها في الداخل العربي، وحمل السياسيون والعسكريون العرب نظام الملالي الحاكم في طهران مسؤولية اشتعال الأزمات في الشرق الأوسط بدءًا من لبنان مرورًا بسوريا والعراق والبحرين والإمارات وصولاً لليمن، وطالبوا باصطفاف عربي واضح وصريح للحيلولة دون التوسع اللا متناهي للدولة الفارسية.
كما وجه الخبراء انتقادات شديدة إلى طهران لتدخلها السافر في الشؤون الداخلية العربية وخروقاتها للنسيج العربي خاصة خلال السنوات الأخيرة، لا سيما بعد الحرب على العراق، مؤكدين أن الدور المشبوه الذي تلعبه طهران بشكل واضح لا سيما في منطقة الخليج كان الهدف منه زعزعة أمن المنطقة لتحقيق حلم الإمبراطورية الفارسية.
كما وصف عدد من الدبلوماسيين والخبراء الاستراتيجيين ما تقوم به إيران من تهديد لأمن واستقرار للدول العربية والتدخل في شئونها الداخلية خاصة الدول الخليجية بأنه بمنزلة الحرب لصرف أنظار الإيرانيين عن القيام بحركات احتجاجية على نظام الملالي القمعي، فضلاً عن محاولات طهران استخدام أمن دول الخليج ذات الخصوصية النفطية الاستراتيجية للعالم كورقة ضغط في مواجهة الدول الغربية وأمريكا بشأن الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني.
وأكَّد الخبراء في تصريحات خاصة لـ «الجزيرة» على أهمية إنشاء قنوات فضائية ناطقة باللغة الفارسية يكون الهدف منها مخاطبة الداخل الإيراني من جهة، ومخاطبة المسلمين في داخل دول غرب آسيا الإسلامية الناطقة بالفارسية، بهدف تصحيح الصور التي تبثها القنوات الفارسية إلى هذه الدول من ناحية، والرد على المزاعم الإيرانية وكشف زيف ادعاءاتها من ناحية أخرى.
في البداية أوضح اللواء محمد علي قائد القوات المصرية في «عاصفة الصحراء» والخبير الدولي في مكافحة الإرهاب، أن التدخل الإيراني لم يعد خفيا عبر أوراقه وعملائه في داخل الدول العربية، بل أصبح واضحًا ومصرحًا به من قبل قادة النظام الإيراني، وأن ما يفعلونه من تدخل سافر في العراق واليمين وسوريا والعراق والبحرين واحتلالهم للجزر الإماراتية يعد بمنزلة إعلان حرب من قبل طهران على جيرانها العرب، مما يحتم على الدول العربية الاصطفاف والتوحد لمواجهة الأطماع الفارسية في المنطقة، خاصة أن السنوات الأخيرة كشفت عن دعم إيران للحركات الإرهابية التخريبية في عدة عواصم عربية، واتهم بلال إيران واتباعها من جماعة «الحوثي» في اليمن، وتنظيم «داعش» الإرهابي في بعض الدول الأخرى بنشر الفتن الطائفية وإشاعة الفوضى والقلاقل، وهم لا يتورعون في إرهابهم عن استهداف المدنيين العزل والقرى الآمنة بل إن إرهابهم وصل لدرجة استهداف المسجد النبوي الشريف في حادث إرهابي مما يدل على خسة وانحطاط لا مثيل لهما لهذه العناصر المرتبطة بنظام الملالي.
وشدد بلال على ضرورة أن يسمع العالم كله الصوت العربي المدافع عن حقوقه وأرضه وأن يعرف العالم كله من هو الذي يصنع الإرهاب في المنطقة، ولفت إلى أن عملاء إيران في المنطقة خاسرون لا محالة وأن التحالف العربي في اليمن سوف يكمل مسيرته حتى يصل باليمن الشقيقة إلى بر الأمان ويدحر جماعة الحوثي ومن على شاكلتها من عملاء إيران في كافة العواصم العربية، وأشاد بلال بالدور البطولي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في مواجهة التمدد الإيراني في الدول العربية.
من جانبه أكَّد اللواء سعد الجمال، رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري، ورئيس ائتلاف دعم مصر، على مساندة وتأييد البرلمان المصري لدول الخليج العربي في مواقفها للحفاظ على أمنها القومي ضد أي محاولات للنيل من استقرارها وأمنها ومحاولات زعزعة هذا الاستقرار من قبل إيران التي تقوم بمحاولات فاشلة لإشعال الفتن الطائفية في دول الخليج.
وقال: إن المؤامرات التوسعية والأحلام الفارسية لإيران في الخليج العربي والمنطقة بأسرها مكشوفة لنا جميعًا وهذه المحاولات تهدف إلى استخدام أجندة مذهبية متطرفة تحاول أن تنال من نسيج أبناء الوطن الواحد، بل وأبناء الدين الواحد أيضًا وأضاف الجمال، أن إيران بكل ما تفعله من تدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية وخصوصًا الخليجية فهي تخالف القوانين والمواثيق الدولية وتعتمد في ذلك على توقيعها للاتفاق النووي مع الدول الغربية معتقدة أن ذلك الاتفاق أتاح لها التدخل في شؤون الآخرين وهو اعتقاد واهم لا أساس له من الصحة، مطالبًا المجتمع الدولي بالوقوف بحزم وحسم أمام المحاولات الإيرانية الفارسية لهز استقرار دول الخليج العربي لأن انعكاسات ذلك ستكون خطيرة على الأمن والسلم الدوليين.
فيما أكَّد النائب سلمان وهدان، وكيل مجلس النواب المصري، أن إيران دولة لا تحترم الأعراف ولا المواثيق الدولية ولذلك فهي تتدخل في شؤون جيرانها وتحاول دائمًا استفزازهم وزعزعة استقرارهم، فالتهديدات الإيرانية لأمن الخليج العربي والمنطقة العربية لا تنقطع، وهو ما يؤكد أن النظام الإيراني لا يحترم حسن الجوار، وأضاف وهدان أن النظام الإيراني ولو كان عاقلاً لما واصل مسلسل استفزاز جيرانه بتصريحات واهية وتهديد أمنهم من خلال تدريب ودعم خلايا إرهابية لزعزعة استقرار المنطقة كلها وليس الخليج العربي، مشيرًا إلى أن هذا ينافي أبسط حقوق حسن الجوار وكل المواثيق الدولية التي تمنع التدخل في شؤون الدول الأخرى.
وأشار إلى أن إيران مصابة بجنون العظمة، لأنها تعيش على حلم عودة حلم الإمبراطورية الفارسية فطهران لن تتغير في فكرها أو ثقافتها أو تعاونها مع جيرانها، فهي تسعى دائمًا إلى بسط نفوذها لإعادة حلم الإمبراطورية الواهية، وما يحركها في ذلك هي أحقاد تاريخية على العرب المسلمين. وقال وهدان إن إيران مثال صارخ لانتهاك حقوق الإنسان على صعيد الحرية الاقتصادية والاجتماعية بل وحتى الدينية، فالمواطن السني في إيران لا يأخذ أدنى حقوقه وهو دائمًا مضطهد ومطارد من السلطة، كما أن المواطن الشيعي عليه قيود تكسر حريته حيث إنه ملزم هناك بالصلاة يوم الجمعة خلف المعين من قبل السلطة، وإذا عرفت السلطة بأنه صلي في بيته ورفض الذهاب إلى الجامع، فإنه يعاقب بحرق بيته ويحاكم ويسجن.
أما الدكتور محمد السعيد إدريس رئيس وحدة البحوث الإيرانية في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام فيرى أن إيران كانت سببًا في إشعال الفتن والأزمات في الدول العربية، ثم تريد حاليًا استغلال الفوضى والانفلات والصراعات الدامية التي تشهدها عدة دول عربية، من أجل تحقيق أطماعها ونفوذها في تلك الدول العربية وخصوصًا منطقة الخليج والعراق وسوريا واليمن، لافتًا إلى أن مؤشرات النفوذ الإيراني في المنطقة باتت ظاهرة للعيان، كما وضح تنسيقها مع القوى الغربية في التدخل في الشؤون العربية، وطالب إدريس بموقف عربي موحد لمواجهة الأطماع الفارسية في الوطن العربي.
أما السفير محمد العرابي وزير الخارجية المصري السابق ورئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، قال: إن إيران تسعى للهيمنة على المنطقة واستعادة الحلم الفارسي القديم، وهي في سبيل ذلك تستخدم كل الأوراق بما في ذلك نشر الطائفية والمذهبية وزرع العملاء في المنطقة وتسليحهم ودعمهم ماليًا وعسكريًا، لنشر الفوضى والتوتر والعنف في الوطن العربي وخصوصًا في الخليج والعراق وسوريا واليمن، وقال: إن النظام الإيراني يغطى على أطماعه الفارسية بإلباس الصراع صبغة دينية مذهبية، فهو يريدها حربًا بين المسلمين على أسس مذهبية ليحقق أطماعه التوسعية.
وأضاف العرابي: نستطيع أن نقول الآن إن إيران تتحكم في خمس مناطق مفصلية في العالم العربي وهي العراق وسوريا ولبنان عبر حزب الله وفلسطين عبر حماس واليمن عبر جماعة الحوثيين والمخلوع عبدالله صالح وهذا أمر خطير على الوطن العربي ويجب على الدول العربية التصدي لذلك، ولفت العرابي إلى أن الغرب وخصوصًا أمريكا ساعدوا النظام الإيراني ولا يزالون في العراق فعندما هجمت أمريكا فتحت الباب لإيران لكي تنمو في العراق.
ولفت العرابي إلى أن إيران وراء تأزم الأوضاع في اليمن عبر دعمها العسكري واللوجيستي لميليشيات الحوثي، التي تعيث في اليمن الشقيقة فسادًا وترويعًا، وكلما حاول العرب والمجتمع الدولي مساعدة اليمنيين في الخروج من أزمتهم، كما حدث في عاصفة الحزم ومن بعدها عملية إعادة الأمل التي قادتها المملكة ثم المفاوضات التي تستضيفها الكويت، رأينا إيران عبر عملائها في اليمن يقلبون الطالة لإطالة أمد الصراع حتى تتمكن إيران من فرض أوراقها على الأرض، كما حدث من تشكيل مجلس رئاسي لإدارة البلاد بشكل يخالف التعهدات والمفاوضات الجارية في الكويت وهو ما يعكس أن إيران لا تريد أن تهدأ الدول العربية أو أن تستقر، لأن الاستقرار في الوطن العربي معناه وضع عملاء إيران تحت المجهر ومن ثم ملاحقتهم واستئصال الأذرع المذهبية الطائفية من وطننا العربي، لذلك ثم يشعلون الصراعات كلما هدأت.
فيما طالب السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، كافة العواصم العربية وبدون استثناء بالتنديد بالتدخل الإيراني في المنطقة العربية، خاصة أن إيران كشفت عن وجهها التوسعي الفارسي الطائفي منذ زمن بعيد ولم يعد بالإمكان السكوت على تمددها في الوطن العربي أكثر من ذلك وأشار إلى أنه من المؤسف جدًا أنه لا يوجد قرار عربي موحد وقوي للتصدي للإرهاب أو التدخل الإيراني في الشرق الأوسط.
وأشاد بدور التحالف العربي بقيادة السعودية في مواجهة ميليشيات الحوثي المنقلبة على الشرعية في اليمن، ولفت على أن ميليشيات الحوثي من أخطر الأوراق الإيرانية في المنطقة، وأوضح أن إيران هي السبب وراء تأزم الأوضاع اليمنية، وأن وراء تعثر مفاوضات الكويت بسبب ضغوطها على عملائها تارة بدفعهم للمناورة وتارة للتراجع وتارة للانسحاب من المفاوضات لإطالة أمد الأزمة، مشيرًا إلى أن فشل مفاوضات الكويت ضحيته الوحيدة سيكون الشعب اليمني، مرجعًا تعثر المفاوضات للضغوطات التي تمارسها إيران، لاستمرار بقائها في اليمن، وأضاف هريدي أن استمرار المفاوضات دون سقف زمني محدد، يمثل فرصة للحوثيين لإعادة ترتيب أوراقهم، والمناورة للضغط على التحالف العربي لوقف ضرباته الموجعة للحوثيين، وأكَّد أن الميليشيات الانقلابية باتت في حالة ضعف، مطالبًا بعدم السماح لهم بفرض شروطهم في المفاوضات الدائرة بالكويت.
في حين انتقد اللواء محمد الغباشى، نائب رئيس حزب حماة الوطن تدخل إيران في شؤون الدول العربية، مؤكدًا أن إيران تسعى لتحقيق حلمها وإنشاء إمبراطورية الدول الفارسية عن طريق المد الشيعى، وقال «الغباشى» «يجب أن ترفع إيران يدها عن دول الخليج وتنهى أفعالها ضد دول السنة وإمداد عناصرها داخل الدول العربية وخصوصًا دول الخليج سواء بالسلاح أو المال كما الغباشي بالتدخل الإيراني السافر في المنطقة موضحًا أن إيران لها أيادي ضاغطة في كافة الأزمات الملتهبة في الوطن العربي في العراق وسوريا والبحرين واليمن حيث إنها تدعم ميليشاتها لنشر الفتن في تلك الدول.
من جانبه طالب سفير مصر الأسبق في إيران أحمد الغمراوي بالعمل على زيادة الضغط الدولي على إيران وأن يكون هناك صوت عربي مسموع في الخارج يكشف للعالم كله مدى تورط طهران في دعم الميليشيات الإرهابية في عدد من العواصم العربية، مشيرًا إلى أن طهران لن تتراجع عن ممارساتها إلا بفرض الضغوط عليها، وقال: إن إيران تحاول استثمار الغرائز الطائفية في لبنان والبحرين وغيرها من دول الخليج لبسط النفوذ السياسي والأمني، كمحاولة للخطف المتدرج للمجتمعات العربية، مستغلة في ذلك حالة الفراغ العربي.
وأوضح الغمراوي أن ما تقوم به إيران من تدخلات في دول الجوار ومن انتهاكات لدول عربية أخرى هو بمنزلة حرب استباقية لعدم تكرار سيناريو الثورات العربية في طهران، خاصة بعد تنامي الحركات الاحتجاجية، المطالبة بالحرية والديمقراطية، ولما كان الشعب الإيراني يواجه قمعا وحشيا من قبل النظام فقد خشيت السلطات الإيرانية أن تمتد هذه الحركات إلى أراضيها، وتهدد بسقوط نظام وإقامة حكم بديل، لذلك تستبق طهران كل هذه التوقعات بالعبث في الدول المجاورة.
فيما قال اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير الاستراتيجي، إن إيران لديها خطط لنشر الفوضى والإرهاب في المنطقة وليس هناك دولة عربية عن المخطط الإيراني الفارسي، فحتى مصر التي لا تملك حدود مع إيران، تسعى الدولة الفارسية لنشر الفوضى فيها حيث خططت لتحويل سيناء إلى بؤرة إرهابية لدعم انفصالها عن مصر بنشر الميليشيات الإرهابية فيها، وخلقت تواصل بين عملائها في سيناء وعملائها في دول مجاورة مثل حزب الله اللبناني، وحركة حماس الفلسطينية، كما أن إيران لا تؤمن بسياسة حسن الجوار حيث إن موقفها تجاه البحرين سيء للغاية وتحاول أن تثير القلائل في البحرين وتفشل في كل مرة تقوم بهذا، كذلك تحتل جزرا إماراتية وترفض التنازل عنها.
وأضاف أن إيران متدخلة من وقت طويل في سوريا وتحديدًا منذ بداية الأزمة السورية وتتحكم في الكثير من المتغيرات من خلال أذرعها في دمشق المتمثلة في حزب الله اللبناني الذي يشارك في العمليات العسكرية مع الجيش السوري والحرس الثوري الإيراني المساند للحكومة السورية والرئيس السوري بشار الأسد»، موضحًا أن إيران تسيطر فعليًا على أربع دول عربية وتتحكم بشكل كبير في سير الأمور داخلها وهي سوريا والعراق واليمن ولبنان.
من جانبه أكَّد نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية ال دكتور مختار غباشي أن تدخل إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية يستحق الإدانة وأنه من الأهمية أن يكون هناك شكل من أشكال التفاهم بين دول العالم العربي حول قضايا بعينها كالتغلغل الإيراني في اليمن وسوريا ولبنان والعراق، وقال غباشي إن الأهم من التفاهم مع إيران هو التفاهم مع هذه الدول فقبل الحديث عن التدخل الإيراني في هذه الدول يجب أن نتحدث عن لماذا سمحت حكومات هذه الدول بالتدخل في شؤونها الداخلية.. فخطورة التغلغل الإيراني تكمن في الموافقة الضمنية أو الصريحة من هذه الدول على هذا التغلغل.
ولفت غباشي إلى أن الصراع العربي الإيراني ليس في مصلحة العرب وليس في مصلحة إيران لكن للأسف الشديد نظام الملالي يواصل العبث في المنطقة دون مراعاة حق الجوار، مؤكدًا أن هناك رغبة أمريكية تواطؤ إيراني مع الغرب لتأجيج هذا الصراع، وطالب غباشي بموقف عربي موحد لكل الدول العربية لإدارة مواجهة هذا الملف الشائك.
في حين يرى الدكتور مدحت حماد الخبير في الشؤون الإيرانية واستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة طنطا أن الدور الإيراني أخذ في التوغل في المنطقة العربية ولا سيما في منطقة الخليج بشكل قوي، مؤكدًا أن جميع المعطيات تفيد أن الجماعات الموالية لإيران مثل جماعة الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان وحماس في فلسطين سوف تتجه للتصعيد في كل المواقف بعد نجاح التحالف العربي في صد التوسع الإيراني في اليمن وسوريا، كما أن الترقب الحذر سيكون هو السمة البارزة في الداخل العراقي تجاه عملية التمدد الإيراني في مجمل الأوضاع الداخلية في العراق، وأوضح أن محاولات إيران الدءوبة في تصدير الثورة المذهبية هدفه إشغال الأوضاع الداخلية في دول الخليج هي عوامل محفزة ومساعدة على بسط السيطرة لأحداث تدخلات تعين على الإخلال بالأمن الخليجي، وبالتالي تقلل من مصادر الضغط الدولي على إيران.
أما الدكتورة رانيا مكرم الباحثة في الشؤون الإيرانية فتؤكد أن إيران وسعت نفوذها بشكل خطير، يهدد الأمن القومي العربي وهو ما يتطلب اصطفافا عربيًا موحدًا وقويًا لمواجهة هذا النفوذ الفارسي، لافتة إلى أن طهران تمتلك في هذا الإطار عدة أدوات تستخدمها في تحركاتها في المنطقة ومن أهمها أدوات إيديولوجية واقتصادية حيث تقوم إيران بمحاولة نشر للمذهب الشيعي الاثنى عشر في عدد من البلدان العربية من خلال أدوات غير رسمية للدولة وهو ما يتضح من خلال العديد من المؤسسات الخيرية مثل مؤسسة «المستضعفين» و»الشهيد» و»الإمام الرضا» و»الخامس عشر» وغيرها وهذه المؤسسات تعمل بشكل كبير على سبيل المثال في سوريا وفي بعض دول الخليج وإفريقيا وهذه المؤسسات بدورها تقوم بدعم الجماعات والميليشيات الموالية لنظام الملالي مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان وحماس وفلسطين أيضًا تمتلك إيران أدوات عسكرية وتستخدم إيران هذه الأدوات بفاعلية مع العديد من حلفائها ومن أهمهم حزب الله اللبناني الذي يعد إحدى الأوراق الإيرانية الرابحة لدعم دورها الإقليمي.