فهد بن جليد
هي أولى الخطوات الميدانية الناجحة في مجال توطين قطاع الاتصالات بالرياض وإشراك النساء في هذا المجال، من خلال تدشين مجمع اتصالات نسائي خاص (للمرأة)، مع وجود إدارة نسائية كاملة بدءاً من التأجير، وصولاً لباقي الخدمات المُساندة، وتهيئة سُبل نجاح المشروع بتوفير وسيلة نقل، وتحديد وقت يناسب طبيعة المرأة السعودية اجتماعياً (للدوام اليومي)!
سبر أغوار هذه التجربة الفريدة وتفادي - أي أخطاء فيها - ضرورة ومطلب مُلّح تمهيداً لتعميمها على بقية المُدن (قريباً ستُطلق مُجمعات مُماثلة في جدة ونجران)؛ لأن دخول المرأة لمجال الاتصالات بشكل ناجح، يجب أن يحظى بدعم واهتمام خاص، من خلال إنشاء مثل هذه المُجمعات النسائية المُستقلة التي تجد فيها (العميلة) خصوصية كاملة، وأماناً بزوال الحرج والخوف على محتويات أجهزتها من صور وأرقام ومقاطع (أثناء الصيانة) كونها تتعامل مع امرأة مثلها، قادرة على التسويق وقريبة من معرفة احتياجات ومُتطلبات النساء الأخريات!
المولات والأسواق أمامها فُرص استثمارية مُماثلة ناجحة ومُربحة، في حال انتهجت ذات الفكرة وخصصت محلات أو أقسام اتصالات نسائية، ودعمت الراغبات في ممارسة هذه التجارة والعمل في هذا القطاع، بتقديم تسهيلات في الإيجار وتوفير (الدعم اللوجستي) المطلوب، لا يجب أن ننسى بأن أغلب المتسوِّقين هم من العائلات والنساء، وهو ما سينعكس إيجابياً على زيادة الحركة الاقتصادية في المول؟!
دور وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في تدريب المرأة وتأهيلها، وتوفير القروض من الشركاء - لا يكفي لتحقيق الهدف -، بل يحتاج أن تُقابله خطوة وطنية من رجال الأعمال أنفسهم؟!
برأيي مثل هذه الخطوة (مُربحة) بشكل مُستديم للتاجر قبل كل شيء، وتحقق نسبة السعودة المطلوبة بزيادة حصة (المواطنات تحديداً) في قطاع الأعمال، وهو ما يجعلنا نتطلع لتوطين أنشطة تجارية أخرى (تُساير هذا التوجه)؟!
شريطة أن يُطلق (التجار الأذكياء) مُبادرات وتجارب استباقية مُشابهة من تلقاء أنفسهم، فهم الأكثر خبرة في السوق، والأعرف بمُتطلبات الأسرة، والأحرص على الربح، وعدم انتظار التوطين بقوة النظام؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.