محمد المنيف
لا شك أن للإعلام المرئي أهمية كبيرة لكل روافد الثقافة، لتصل إلى المتلقي، رغم ما يحدث حاليا من وجود السبل المختلفة في وسائل الاتصال (السوشيال ميديا) من فيس بوك، أو السنابات، أو السلفي، والواتس، وصولاً إلى القنوات الخاصة التي أصبحت في متناول الجميع عبر اليوتيوب.
ورغم ما يقدم حالياً من برامج تسعى فيها فرق العمل في أي قناة بجهود مشكورة لاختيار الفكرة، الجاذبة للجمهور، إذا استثنينا المسلسلات أو برامج الترفيه أو الطرب التي لها جمهور كبير من الشباب، فإن بقية البرامج تصبح الأقل نسبة من المتابعين حسب الميول إن كانت دينية أو رياضية وخلافها، اعتماداً على جانب الإعلان على حساب ثقافة وتوعية المجتمع، وإغفال أنشطة على حساب أنشطة أخرى، ومنها الفنون التشكيلية التي تشكي حالها وظلم مديري قنواتنا الرسمية، ولنا كثير من المواقف معها لا مجال لذكرها (هم يعلمون ذلك)، وإن كانوا لا يعلمون فالمصيبة أعظم، مقابل ما تنعم به فعاليات أخرى من اهتمام وحضور بفريق التصوير والمذيعين بمتابعة وحرص من المسئولين عنهم (أمرهم غريب)، ما دفع الفنانين التشكيليين أن يكونوا ضيوفا لبرامج تبث في وقت صلاة الظهر أو مداخلة تتم مع أذان العصر أو منتصف الليل، ما يدل على أن هذه الدعوة تأتي تحصيل حاصل، تذكرني باختيار حارس المرمى في فرق الحواري.
من هنا نوجه التحية الممزوجة بالعتب من التشكيليين إلى أصحاب البرامج الحوارية الناجحة في القنوات غير الرسمية قناتي (إلام بي سي وروتانا خليجية) للمبدعين داوود الشريان ببرنامجه (الشريان) وعلي العلياني ببرنامجه (يا هلا رمضان)، أين عمالقة الفن التشكيلي ورواده عن برامجكم، أين ضياء عزيز ضياء وصفيه بن زقر وعبد الله الشيخ و طه صبان ومنيرة موصلي، وغيرهم من جيل الشباب الذين حققوا الكثير من النجاحات العالمية مثل منال الضويان ولولوة الحمود واحمد ماطر وصديق واصل إلى آخر المنظومة، اجزم أنهم سيثرون البرنامج كما أثراه الممثلون والممثلات والشعراء والرياضيون الذين يعرف عنهم الجمهور أكثر مما يعرفون عن أنفسهم.
هذه البرامج المتابعة من كل عربي يصله بث القناتين ما يعني إمكانية خدمة الفن التشكيلي باعتباره أحد أهم الروافد الإبداعية الخارجة من رحم حضارة الوطن المعاصرة وجزء من ثقافة المجتمع، عتب يرافقه استغراب أن ينسى الأستاذان (داوود وعلي) الفنون التشكيلية احد أشقاء رحم الثقافة من أدب وشعر وفنون موسيقية ومسرحية.
كنت أترقب مع كل إعلان أن يكون أحد التشكيليين ضمن حلقة من حلقات البرنامجين، ولكن لم يحدث ذلك. عتبي عليكما كله عشم.