الحمد لله الذي جعل هذا البلد آمناً مطمئناً واختاره قبلة المسلمين ومهد أفئدتهم وخصه بالمشاعر المقدسة واختاره لمهابط وحيه ومنبع رسالاته واشعاع نور هدايته ومبعث أكرم أنبياءه وأشرف رسله صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين وحقق له الأمن الحسي والمعنوي وأودع فيه من الخيرات والأرزاق ما يغنيه عن غيره ويجذب غيره إليه وتفضل عليه وعلى أهله بولاة أمر رفعوا لواء الشهادتين وحكموا بالحق وبه يعدلون ما استطاعوا لذلك سبيلاً، ومنذ جمع الله بهم الشمل وانعقدت لهم البيعة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والحكم قائم بما أنزل الله وحماية جناب التوحيد والدعوة إليه والذب عنه وإقامة شعائره وحدوده وملازمة فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذه الأصول التي يتواصى عليها ويوصي بها كل سلف منهم خلفه إلى يومنا هذا وهي الركيزة العظمى والأساس المتين والقاعدة الراسخة للتمكين وثبات الحكم، ومن ثمرات حقيقة الالتزام بها حصول الأمن والاطمئنان ورغد العيش وهو أمر تكلف الله جل وعلا لمن عمل بمقتضياتها وثبت على طريق الاستقامة والطاعة له وحده لا شريك له فلا والله يمكن لأي قوة مها بلغت ولا قدرة مهما تعددت ولا معرفة مهما اتسعت أن تكون عوضاً عنها أو تقوم مقامها أبداً وعلى أساسها جمع الله شملنا ووحد شتاتنا ودفع بها عنا كل مكروه وسوء وشر وكيد ولا تزال عناية الله بنا وببلادنا وبولاة أمرنا على الرغم مما يحاك ويدبر لزعزعة الأمن وتغذية الإرهاب والإفساد وزرع بذور الفتنة والشقاق والخلافات وجعل البلاد رهينة مساواة وتهديدات سافرة ودعوات ضالة مضلة لإسقاط هبة الحكم والحاكم واستدراجها إلى حروب طاغية تنهش فيها من كل جانب وما بيننا وبين حدوث ذلك لا قدر الله إلا أن نتخلى عن ثوابتنا ومنهج سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو أن نترك أيادي الهدم تعبث.
وغيرنا من قريب وبعيد تتخطفهم أيادي الإجرام وجوائح المصائب وشنائع المثلات وتتسابق إليهم وعليهم قوى الكفر والإلحاد والضلال فأحاطوا بنا إحاطة السوار بالمعصم والهدف هنا بتخطيط يمكن أن يغري ويستميل من يتناسى خصوصية هذه البلاد كيف كانت وكيف أصبحت وما هو الثمن الذي دفعه من جمع الله شملها بهم بأرواحهم بدمائهم بجهود مبذولة حفاة أقدامهم عراة أجسادهم ويعلم الله كيف كانوا عليه من شظف العيش وقلة الماء والزاد وشدة النوة وما بدروه من خوف إلى أن حصنها الله وحقق أمنها وأعلى ذكرها ورفع شأنها بتحقيق لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا غيره ولا زال أبناء هؤلاء الذين جاهدوا وكافحوا بهذه الراية وعليها ومن أجلها مستعدين للتضحية والفداء والموت دونها تحت توجيهات وقيادة ولاة أمرهم متى ما دعوا لذلك وفقهم الله نقف ونتألم ونتأمل فما عمروا مسجداً ولا أنشأوا مدرسة أو جامعة ولا شيدوا مستشفى ولا فتحوا طريقاً ولا مدوا يداً لإغاثة منكوب أو مساعدة محتاج وليس لهم أثر في الدعوة إلى الله أو الذب عن دين الله أو جهد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة كما أمر الله، ولا يذكر لهم بر أو عطف أو إحسان أو مشاريع خيرية أو إنمائية أو إغاثية يعملون في الظلام ويختبئون خلف الأكمات، بلا حاكم معتبر الداخل معهم مفقود فما هو إلا أداة انتحار لنفسه وقاتل لغيره قد نزعت الرحمة من قلوبهم فلا يرحمون طفلاً ولا امرأة ولا شيخاً ولا مريضاً ولا عاجزاً ولا والداً ولا ولداً ليس لهم لغة سوى العنف والإرهاب والتدمير وسفك الدم والإفساد في الأرض بجميع معاني الإفساد. مفاهيم معكوسة، يهدمون، يحرقون، يروعون دون تحقيق أو سعي لهدف أو غاية سوى إبادة البشر ولا أدل على ذلك من جرأتهم وإقدامهم على أعمال إجرامية في الآباء والأمهات والأخوة والأخوات فضلاً عن رجال الأمن أو من يعوقهم عن هدفهم ولا يعرفون أو لا يرقبون إلاً ولا ذمة ولا حرمة زمان ولا مكان يفجرون ويقتلون ويهدمون بكل برودة دم واستهتار وسخرية واستهزاء بالناصحين ولم يعرف ولا يعلم أن واحداً منهم ناظر أو ناقش او استفتى أو سأل والدليل الواضح الفاضح الشاهد على عدو نيتهم وإصرارهم على مناقضة أحكام الله ورفضهم شريعة الله وعصيانهم وتمردهم ودخولهم في عداد من هددهم الله وتوعدهم بالخلود في جهنم وحلول لعنة الله وغضبه وبقاءه في العذاب الأليم في النار ذلكم التجهيز بما يزهق أرواحهم سواءصلوا هدفهم أم لا يتعجلون بكل إصرار وبأعمال حذر الله منها وأنبياؤه وورثتهم من خلفه.
حفظ الله حكومتنا وشعبنا وأدام الله علينا هذا البلد الأمين ورغد العيش، اللهم أبعد عنا كل بلاء وفتنة، آمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.