«الجزيرة» - علي بلال:
أكد رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمان رشيد بن رقوش أن المملكة تعد الدولة المانحة الأولى عربياً وفي مقدمة الدول المانحة على مستوى العالم وشريكاً رئيسياً في التنمية الدولية.
وقال الدكتور بن رقوش لـ «الجزيرة» لقد أكد التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن المملكة تتصدر دول العالم بالتبرعات الخيرية لتمويل عمليات الإغاثة الإنسانية لعام 2008، ويقدر إجمالي المساعدات التي قدمتها المملكة للدول النامية خلال الثلاثين عاماً الأخيرة أكثر من (103) آلاف مليون دولار (103 مليار دولار) استفادت منها (95) دولة نامية، وبما يتجاوز النسبة المستهدفة للعون الإنمائي من قبل الأمم المتحدة من الناتج المحلي الإجمالي للدول المانحة البالغة (0.7%).
وأوضح بن رقوش أن إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والإعمال الإنسانية لم يأت خارجاً عن ما ألفناه في ملك الإنسانية، فأعمال البر بكل صوره ومستوياته هي نسق متسق في شخصية خادم الحرمين الشريفين منذ نشأته، فالمجتمع السعودي بكل فئاته العمرية يعلم ما كان و لا يزال يقدمه سلمان بن عبد العزيز من أعمال جليلة في مجال البر، فرعايته للمؤسسات الخيرية ودور الأيتام وكذلك اهتمامه بالمرضى والمحتاجين والسجناء المعسرين وغيرها من مناشطه الخيرية أصبحت من المحطات الهامة في رحلته اليومية ما بين مهامه الرسمية والاجتماعية ـ حفظه الله ـ حيث اعتاد ممارسة البر حتى عجز الشح أن يجد إليه طريقا،ً فأضحى العمل الإنساني يحتل مساحة واسعة من اهتماماته - حفظه الله -، ولم يقتصر ذلك على الوطن وأبنائه والمقيمين على أديمه بل عرف المجتمع العربي والإسلامي والعالمي مواقف خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في العسر واليسر فعند الشدائد يجد المجتمع المكلوم أيادي الخير التي مدها إليه سلمان بن عبدالعزيز، لا يعنيه حينها المعادلات السياسية ولا اللون ولا العرق ولا غير ذلك، فهو يتعامل مع الإنسان ليحفظ له إنسانيته وكرامته وعندما يؤسس ويفتتح ويدعم مركزاً يعنى بأعمال الإغاثة والبرامج الإنسانية فإنه - يحفظه الله - يؤكد على أمرين أولهما أن بلادنا التي صاغ دستورها ونهجها ديننا الحنيف منذ أن وحدها المؤسس - رحمه الله - قائمة على تعزيز الشيم والقيم الإسلامية والعربية التي يأتي العمل الخيري والإنساني في مقدمة مسلماتها الرسمية والاجتماعية كما يؤكد أيضا على السعي لتنظيم أعمال الإغاثة وبرامج العمل الإنساني التي مافتئت المملكة تقوم بها وهي تقدم مساعداتها أينما حلت الكوارث والأزمات على وجه الأرض، لذلك فإن هذا المركز سيؤسس بإذن الله لمنهجية ذات أبعاد إستراتيجية للتعامل مع المنظمات الدولية في الشأن الإغاثي والإنساني، ومما لاشك فيه أن دعم خادم الحرمين الشريفين للعمل الإنساني في اليمن الشقيق بمبلغ (275) مليوناً ثم أتبعها - حفظه الله - بمليار ريال سوف يسهم في دعم وبث وإعادة الأمل والطمأنينة إلى أفئدة الشعب اليمني المكلوم بأيدي أبنائه المتمردين على الحق والشرعية فيه.
وقال الدكتور بن رقوش إن إنشاء هذا المركز خطوة متقدمة كما هي الخطوات الرائدة التي انتهجها خادم الحرمين الشريفين في مستهل عهده الميمون الذي بدأنا نستقري من خلاله معالم مستقبل الوطن وثماره اليانعة، كما أنه لابد من الإشارة إلى قضية في غاية الأهمية كونها محط اهتمام العالم هذه الأيام وهي قضية اللاجئين السوريين وما يتعرضون له من مآسٍ تؤلم كل وجدان سليم وضمير حي وقد تعاملت المملكة التي تستمد نهجها من دين الرحمة ومن الشيم والقيم العربية والإنسانية مع هذه القضية بما يمليه عليها واجبها العربي والدولي حيث تستضيف المملكة أكثر من مليونين وخمسمائة ألف سوري منحتهم حق الإقامة والتعليم والعمل ولم تعاملهم كلاجئين أو تضعهم في معسكرات اللجوء حفظاً لكرامتهم وسعياً نحو تخفيف معاناتهم تماماً كما فعلت مع الأشقاء في اليمن الشقيق دون منَّ أو أذى أو متاجرة بمأساتهم كما تفعل الدول التي تدعي المناصرة لحقوق الإنسان، كما قامت المملكة ومن خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم ما يزيد على (700) مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين في البلدان الأخرى في سعي حثيث لتنظيم أعمال الإغاثة وبرامج العمل الإنساني التي ما فتئت المملكة تقوم بها وهي تقدم مساعداتها أينما حلت الكوارث والأزمات على وجه الأرض، فالعمل الخيري والإنساني يأتي في مقدمة المسلمات لهذا البلد المعطاء.