حمد بن عبدالله القاضي
أي جهاز حكومي أو أهلي يريد أن يرتقي بالخدمات التي يقدّمها للمتعاملين معه فإن عليه أن يتوجّه لتقييم هذه الخدمات عن طريق المتعاملين معه، وإذا كان هذا معمولاً به لدى كثير من الشركات الأهلية فإننا قليلاً ما نراه بالمؤسسات الحكومية.
من هنا أثمن لمدينة الملك فهد الطبية بالرياض بادرتها غير المسبوقة التي تقيمها كل عام تحت مسمى جميل معبّر «من أجلكم» بحيث تلتقي بمرضاها في قاعة واحدة يحضر فيها مديرها العام التنفيذي وعدد كبير من مسؤولي المدينة وأطبائها ورؤساء الأقسام فيها وذلك بجلسة مفتوحة وحوار شفّاف يطرح فيها مرضى ومراجعو المدينة ملاحظاتهم على خدمات المدينة وتعامل منسوبيها ويصغي لها كل مسؤول ولا يكتفي بالإجابة عليها فقط، بل يأخذ كل مسؤول بأية ملاحظة من أجل تلافيها ومعالجتها.
وقد شهدت ذلك عندما حضرت مثل هذا اليوم في عام سابق ورأيت ارتياح المرضى والمراجعين من هذه الخطوة ورأيت تفاعل المسؤولين بالمدينة مع كل ملاحظة بدءاً من أمور الحراسة إلى شؤون الطبابة، بل إن بعض الملاحظات تتم معالجتها وإيجاد الحل لها بذات الجلسة وخصوصاً أن السلطة التنفيذية أول الحاضرين فيها، حيث يوجه فيها المدير المسؤول بحلها وتذليل لأي عقبة مقدور عليها ونبذ أي عقبة تحول دون ذلك، ميزة هذه البادرة أنها مباشرة وعملية ولا يكون فيها مجرد الاطلاع على الملاحظة أو الشكوى عبر أسلوب نمطي من خلال حديث عابر مع مسؤول أو صندوق شكاوى ثبت عدم جدواه.
تحية لمدينة الملك فهد الطبية بالرياض بشخص مديرها النفيذي الفاضل د. محمود يماني وكافة أطبائها ومسؤوليها ومسؤولاتها، وأدعو إلى تطبيق هذه البادرة في كل المدن الطبية والمستشفيات للرقي بخدماتها وتلافي ما يشكو منه المرضى، وكما يقول المثل «من الراس وليس من القرطاس».
«2»
الربيع مجازاً صار خريفاً مجدباً
أذكر قبل سنوات عندما وصف معالي أ. عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري نائب وزير الحرس الوطني ما أطلق عليه «الربيع العربي بالخريف العربي».. وقد أيّدته على هذا التوصيف وانتقد وقتها البعض معالي أ. التويجري على هذا «الوصف» وانتقدوني لموافقته على وصفه.
الآن انظروا بعدد من الدول العربية وآثار الربيع العربي مجازاً، بل الخريف واقعاً، لقد كانت تلك الدول آمنة مستقرة.. والآن حل بها الدمار، وانزرع الخوف، ورحل الأمان والأمن، وأصبحت بحرابه تحارب بعضها، وتقتل نفسها وتخرب بيوتها بأيديها.
انظروا للعراق كان تحت حاكمه الذي لولا حمقه لجنب العراق كل هذه المآسي من قتل وتشريد ودمار اقتصادي.. لكن كان عهده فيه استقرار وأمن على شعب العراق وبخاصة السُّنة الذين يذبحون كالخراف الآن.
وانظروا إلى ليبيا كثير من الليبيين يبكون على القذافي الذي أضاع ثروات وطنهم ولكن على الأقل كان هناك أمن، حيث إنه وبلا أمن ليس هناك حياة أو هناء، وتستمر السلسلة لو أردت أن استعرض الدول التي حلّ بها «الخريف العربي» الذي أثمر قلقاً وإجداباً وفقراً وتشرداً.
وربّ اجعل هذا الوطن آمناً ومستقرا.ً