صالح بن حمود القاران
الموت حق وهذه سنة الحياة، وكل نفس ذائقة الموت لا محالة ولا راد لقضاء الله، ونحن على يقين تام أن هذه الدنيا الفانية هي زائلة بلا محالة، يقول الحق سبحانه في محكم تنزيله (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) الآية (27،26) سورة الرحمن، فبقلوب ملؤها الحزن والأسى، فقد غيب الموت المغفور له بإذن الله العم الشيخ محمد بن حمد الهزاع طيب الله ثراه بمدينة الرياض بعد حياة أفناها بطاعة الله ثم خدمة المليك والوطن من خلال حياته العملية التي بدأها في مدينة عرعر شمال السعودية عندما كان يعمل بإمارة منطقة الحدود الشمالية والتي مكث فيها طويلاً، وكان طيلة فترة عمله بالإمارة يعمل بكل أمانة وإخلاص وفي ظل ما كان به من كرم فقد كان باب منزله مفتوحاً أمام الضيوف والزوار من داخل المنطقة وخارجها، وكان رحمه الله قريباً من إخوانه وأبنائه المواطنين يشاركهم الأفراح والأتراح يحترم صغيرهم ويقدر كبيرهم وترى البشاشة على محياه الطاهر متى التقيت به في ظل ماكان يتمتع به رحمه الله من خلق عال ونفس طيبة وسيرة عطرة وله مساهمات مباركة في إصلاح ذات البين فيما بين الناس ويحرص على مساعدة المحتاجين والفقراء، ويقف مع من يلجأ إليه بعد الله في قضاء الحوائج ما جعله يحظى باحترام وتقدير من الجميع في منطقة الحدود الشمالية بادية وحاضرة في تلك الفترة التي قضاها بالمنطقة، ثم انتقل بعدها إلى الرياض للعمل في وزارة الداخلية بإدارة التفتيش، واستمر فيها حتى حصل على التقاعد، وكان هو خير من توكل إليه المهام في الوزارة وشارك في عدد من اللجان التفتيشية، وكان محل تقدير واحترام الجميع، ناهيك عمّا كان يتصف به من كرم ووفاء إلى جانب ماكان له من مواقف مشرفة وجهود مباركة ومساع حميدة إبان حياته رحمه الله وله عدد من المساهمات الخيرة الفاعلة والأعمال الإنسانية، ونحن إذ ودعنا رجلاً فاضلاً وأخاً عزيزاً بقلوب يعتصرها الألم وعيون تذرف الدموع على فراق هذا الفقيد الغالي العم والشيخ محمد بن حمد الهزاع لنسأل الباري عز وجل أن يتغمده بواسع مغفرته ورضوانه، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يسكنه فسيح جناته وأن يكتب ما قام به إبان حياته من جهود مباركة وأعمال إنسانية في موازين حسناته، ونتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة في هذا المصاب الجلل إلى أبنائه الأعزاء الدكتور هزاع وعبدالله ومساعد والدكتور سلطان وبدر وفيصل وخالد وأخواتهم الكريمات والعاء موصول من خلالهم إلى أحفادهم وأسرة الهزاع كافة.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.