«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
ظهر مؤخراً بأن الاتحاد السعودي لكرة القدم يبحث عن التمديد لفترة مابعد نهاية التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العام 2018 في روسيا، وقد تعالت الأصوات المنتقدة لهذه الخطوة التي فكر فيها اتحاد القدم متأملاً الإقدام عليها في أسرع وقت ممكن.
«الجزيرة» بحثت هذه القضية مع الهامتين الرياضيتين تركي الناصر السديري والدكتور مدني رحيمي، فكان رأيهما يُمثل الشريحة العظمى من الجمهور الرياضي السعودي الذي طالب بابتعاد هذا الاتحاد قبل نهاية الموسم الرياضي الماضي حتى تكون الفترة الماضية فترة تجهيز وانتخاب للاتحاد الجديد، وكان هذا مطلب الكثير من النقاد، ولكن الاتحاد أصر على الاستمرار، والآن يُحاول أن يبقى لفترة أخرى، وهذا ما لا يمكن قبوله على مستوى الجمهور الرياضي وحتى على مستوى النقاد والمتابعين للشأن الكروي السعودي.
في البداية أكد الدكتور مدني رحيمي عضو شرف نادي الاتحاد والمحلل الفني المعروف بأنه لو وجد لدى اتحاد القدم رؤية واضحة وتغليب لمصلحة الوطن على المصالح الشخصية لغادر هذا الاتحاد بنهاية الموسم الماضي، وقال: اتحاد القدم الآن يبحث عن التمديد لمصلحته وليس لمصلحة رياضة الوطن، ولو مُدد له حتى نهاية التصفيات العالمية وتأهل منتخبنا لطالب بالتمديد لفترة أخرى، وليت اتحاد القدم طالب بالتمديد بنهاية الموسم الماضي حتى يكون هنالك وقت للتفكير، ولكن تصرفهم الآن ليس منطقيا وليس صحيحا، ومن يمتلك الرؤية الصحيحة لا يفعل مثل مافعله هذا الاتحاد.
وتابع: «أنا ضد التمديد لهذا الاتحاد الذي لا يستحق البقاء، فقد بقي بما فيه الكفاية.. ثلاثة مواسم ونصف هي مدة هذا الاتحاد ولم نر منه شيئا يذكر، ولم نر منه قوانين وأنظمة واضحة».
وأشار إلى أنه في حال تجاوز الاتحاد الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية واتجه للفيفا ليُمدد له فيجب أن يُرسل للفيفا جميع المشاكل التي وقع فيها هذا الاتحاد ليُنقض قرار التمديد.
وانتقد رحيمي في نهاية حديثه معسكر المنتخب الأخير، وقال: هذا تخبط، فالمعسكر لم يستفد منه اللاعبون، ولم تُلعب فيه أي مباراة، ولو بقي اللاعبون مع أنديتهم لكان أفضل لهم وللمنتخب، فإعداد الأندية كان أفضل، ولعبت مباريات ودية كثيرة، كما أن إيقاف الدوري بعد الجولتين الأولى والثانية من الدوري مُضر، فالمنتخب لن يلعب مباريات ودية، وبهذا التوقف سيُقتل اللاعبون، كما أنه مضر لرتم الدوري، ولن يفيد المنتخب.
من جانبه، أشار الإعلامي المخضرم والناقد الرياضي المعروف تركي الناصر السديري بأن موضوع تمديد فترة اتحاد القدم يأخذ جانبين، وقال: من الناحية الإجرائية الديمقراطية في العمل يجب أن يكون قرار التمديد من عدمه يخضع إلى تصويت الجمعية العمومية، وما يُقال ويُشاع من أن اتحاد الكرة يريد أخذ موافقة الفيفا أو مايتعلق بذلك، ففي ظني أن تخطيه للجنة الأولمبية يمس سيادة الرياضة السعودية وبالذات أن الموضوع لا يتعلق بمسألة فنية أو استشارة لوائحية تتعلق بلعبة كرة القدم وقوانينها، إنما المسألة تتعلق بالفترة القانونية والمدة النظامية لاتحاد كرة القدم التي هي بالأساس محددة من خلال اللائحة الأساسية للجنة الأولمبية، ويفترض أن اللجنة الأولمبية هي من تحدد القبول أو السماح بالتمديد من عدمه.. هذا هو الجانب القانوني وأنا لست بقانوني، وكل ما ورد من كلامي السابق هو مجرد رأي انطباعي.
وعما إذا كان اتحاد القدم يستحق أن يُمدد له قال: أما هل يستحق اتحاد الكرة من خلال ما قدمه في فترته السابقة التمديد أو عدم الاستمرار، فأقول وبكل انحياز ولمصلحة رياضة كرة القدم السعودية لا يستحق هذا الاتحاد أن يُمدد له، بل إن هذا الاتحاد كان من المفترض منذ سنته الأولى أن يُغادر الساحة غير مأسوف عليه، ولو كان هناك ضمير حي لخجل هذا الاتحاد من أن يبقى سنة واحدة، لذلك لا يجب التمديد لهذا الاتحاد، بل ستُلام الجمعية العمومية من أنها سمحت بوجود هذا الاتحاد من الأساس، ومن ثم باستمراره منذ أن تبينت حقيقته في السنة الأولى.
وتابع: يجب أن يعرف الرأي العام الرياضي من أيد ودعم وانتخب هذا الاتحاد، ويجب أن تُعرف أسماؤهم لكي تتكشف حقيقتهم أمام الرأي العام، وأمام تاريخ كرة القدم السعودية، ويجب أن نسن هذه الثقافة، ويجب ألا نجعل الرأي العام مغيباً عما يحدث في المؤسسة الكروية السعودية».
وأضاف: «مع الأسف الشديد أن هذه النوعية من الاتحادات الرياضية التي هُندست بشكل سيضر أي كرة ينتمي لها، لكونه يؤسس لبيئة كروية خطيرة تتمثل بإمكانية إيجاد مايمكن أن نسميه بالقبائلية الرياضية، تلك المعتمدة على تكتل منافع أندية وربما أشخاص لمصلحتهم (أندية وأشخاص) فوق مصلحة رياضة كرة وطن، وهذا أمر مفجع وخطير، ويجب أن تتنبه له المؤسسة الرياضية ممثلة في اللجنة الأولمبية وفي الهيئة العامة للرياضة، ويجب أن نُجنب رياضتنا النظيفة والنقية ذات الغايات والأهداف السامية النبيلة هذا الصنف وهذا النوع من بيئات الرياضة الفاسدة والسلبية.
وختم السديري حديثه قائلاً: «تأملوا في اتحاد (عيد القريني) ستتكشفون كثير ملامح مما أتوجس منه وأخاف منه وأدعو إلى محاربته بكل حكمة وحنكة وانتماء لرياضة وطننا.