منذ أول ساعة انطلقت فيها عاصفة الحزم التي هبت من قلب جزيرة العرب «نجد» كقصيدة حملتها الركبان من قصر العوجا، مبشرة لبيك يا صنعاء. فكانت كأريج شيح وخزامى نجد إِذ نثرت ريح الصبا شذاها على قلوب الوله بين المستغيثين. وكأن أشقاءنا في اليمن السعيد «ستعود له السعادة إن شاء الله» قد رددوا مع الشيخ محمد بن إسماعيل الصنعاني -رحمه الله- ثناءه على نجد استهلالاً لثنائه الذي أثنى به على الشيخ محمد بن عبد الوهاب لصفاء العقيدة والمنهج والاتباع للسنة. بقصيدته التي قال فيها:
سلامي على نجد ومن حل في تجد
وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
وقد صدرت من سفح صنعا سقى الحيا
رباها وحياها بقهقهة الرعد
سرت من أسير ينشد الريح إن سرت
ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد
من متابعتي الشغوفة بما يحدث يوميًا على الساحة اليمنية، عبر وسائل الإعلام المختلفة. فاحدث النفس. ماذا لو صار.
منذ الوهلة الأولى التي هبت فبها عاصفة الحزم، وأعلن غلق الأجواء اليمنية والمياه الإقليمية لليمن لتعامل بتحرير الشاطئين البحريين «البحر الأحمر والعربي» وعدم الاكتفاء بمراقبة المياه الإقليمية لليمن الطويلة جدا، الكثيرة المرافئ البسيطة. وعددها يزيد عن ثمانية عشر مرفأ صيد. يسهل من خلالها تهريب كل شيء بواسطة مراكب الصيد البسيطة التي قد لا تثير الانتباه. إلى جانب الموانئ المعروفة لاستقبال السفن والمراكب كميناء الحديدة والمخا والخوخة. التي ظلت تحت سيطرة الانقلابيين. لا شك أنهم استغلوا هذه الثغرة، وهو ما يفسر عدم نفاد الأسلحة والذخيرة لديهم رغم تدمير المكتشف والمعروف من مخازن الأسلحة والذخيرة.ولما تفيدنا الأخبار المعلنة من بداية تحرير ميدي وحرض. فإن تحريرهما دون ما بينهما وبين المخا مرورًا بالزهرة غرب الحديدة، والحديدة وما بينهما من مرافئ صغيرة لن يؤثر على إمدادات الأسلحة والذخيرة المهربة عبر الساحل. أخذًا في الاعتبار أن محاذات البحر غرب وجنوب الحديدة يباعد المسافة بين المواقع المحتملة في كهوف الجبال المحاذية للساحل التهامي والشواطئ البحرية. مما يقلل من خطر سكان الكهوف من المليشيات. حيث إن نفاد الذخيرة وقلة السلاح هي الوسيلة الوحيدة لإذعان الحوثيين وحليفهم المخلوع للقبول غير المشروط بالمرجعيات الشرعية. ودون ذلك، سيظلون منغمسين بغي الجهل السياسي، والفن الدبلوماسي، لدرجة ما بدر منهم في أكثر من مرة، بمهاجمة المندوب الأممي السيد ولد الشيخ والأطراف الأخرى بألفاظ سوقية نابية. مع بقائهم على مواقفهم منذ اللحظة الأولى في المحادثات في سويسرا. لم ولن يتقدموا خطوة واحدة نحو الأمام حتى لو مدد وقت محادثات الكويت سنتين وليس أسبوعًا أو أسبوعين. ما لم تضطرهم القوة، أو بنفاد ما بين أيديهم من أسلحة وذخيرة. في كلا الحالين. سينقادون بأنوفهم، كما يقاد الثور بأنفه للمذبح...