الذين يتمتعون بأخلاق كريمة لا تغيرهم المناصب ولا يستبدلون سجاياهم بأخرى مهما علو وارتفعوا.
من هؤلاء الرجال الذين تمسكوا بخصالهم قبل المناصب وبعدها سمو الأمير الجليل محمد بن نايف بن عبدالعزيز رحم الله والده وحفظه.
شرفت بمعرفة سمو هذا الأمير الجليل في بدايات عمله وحتى أصبح الرجل الثاني بهذا الوطن.. و»محمد بن نايف « هو ذات الرجل بتواضعه وحكمته وسمته وتقديره للآخرين كبيراً أو صغيراً.
سأذكر بعض المواقف التي تشير إلى أصالة معدنه وثبات أخلاقه.
الأمير محمد ومواقف التقدير للأمير خالد الفيصل:
هذا الموقف الأول، شدّ الناس وزادني تقديراً للأمير محمد ليس بوصفه مسؤولا كبيرا وممسكا بملف أمن الوطن فقط، ولكن بوصفه إنسانا ذا خصال مضيئة.
هذا الموقف الذي حصل أكثر من مرة، هو عندما يلتقي بأخيه سمو الأمير المنجز خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، وفي لقاءات رسمية يرأسها سمو الأمير بوصفه ولي العهد، لكن نراه بالاجتماع وكأنه العضو وليس رئيس الاجتماع فيخاطب سمو أخاه الأمير خالد الفيصل بتقدير شديد واحترام كبير ملتفتا إليه ومخاطبا له مؤكدا عبر كلماته أن الأمير خالد الفيصل يشرِّف هذا الاجتماع بحضوره وخبرته.
الاحترام الكبير لأخيه الأمير سعود:
وموقف آخر عندما يلتقي بشقيقه الأكبر الأمير سعود، فتجد الإجلال منه لأخيه بشكل رائع واحترام بالغ.
حقا إنه يعرف أقدار الرجال ومكانتهم، وهذا أحد أسباب نجاح وتقدير الناس له، فلم يغره منصب، ولم يغترّ بكرسي.
احترامه وتواضعه مع من يعملون معه من مدنيين وعسكرين وارتياحهمً للعمل مع سموه لما يجدون فيه من جدية وجميل خلق وحسن توجيه، وقد حدثني عن ذلك أكثر من مسؤول من المتعاملين والعاملين مع سموه
ولم لا وقد تخرّج من مدرسة الرجل الذي وصفته بأنه رجل»الحاءات الثلاث.. الحكم والحكمة والحزم» نايف بن عبدالعزيز الرجل النادر بكل صفاته وأعماله، جعل الله له الفردوس نزلا.
إنها أخلاق «نايفية»
موقف شخصي فيه تقدير وحفز على خدمة الوطن:
سأذكر موقفا شخصياً حصل معي قبل فترة وجيزة، يكشف عن جانب»الخلق الكريم» بشخصية الأمير محمد، ذلك عندما شرفت بزيارته والسلام عليه بمكتبه بوزارة الداخلية فكان استقباله بوجهه البشوش، ثم بادرني بكلمات سعدت بها لأني أدرك أنها من قلب صادق، وقد أشار فيها إلى ما أقدمه من جهد متواضع بخدمة وطني.. أسعدتني لأنها من هذا الرجل الذي لا يرجو منّي شيئا، بل أراد بها التقدير والتحفيز من أجل المزيد من العطاء منّي ومن غيري لخدمة هذا الوطن بكل ميادينه.
وبعد
أيها الأمير الجليل محمد، هذه الأخلاقيات التي تسكن شخصيتك هي بعد توفيق الله- أحد الأسباب التي كانت وراء نجاحك بأعمالك وثقة ولي الأمر الملك سلمان بن عبدالعزيز بك عندما اختارك وليا للعهد، حفظه الله وحفظك، ثم إنها هي جعلت المسؤولين الذين يعملون تحت إدارتك يرتاحون للعمل معك ويخلصون في العطاء للوطن وأمنه حماه الله.حفظ الله هذا الوطن: عقيدة وقيادة وإنسانا وترابا.
- عضو مجلس الشورى السابق