أحمد الناصر الأحمد
شريحة كبيرة من الأدباء والشعراء والنقاد على وجه الخصوص.. تحتكم إلى ذائقتها الخاصة عند تقييم القصيدة -أي قصيدة- فكل نص ينسجم مع ذائقة أحدهم ويتمحور حول قناعاته وثقافته وأدواته الأدبية والنقدية -المقولبة- ومكوناته المعرفية المحدودة ومخزونه الثقافي هو نص إبداعيٌ يوشح جلباب المديح والثناء ويسوق كأنموذج يجب اقتفاء أثره والاقتداء به!.. وكل نص يخرج عن دائرة ذائقة أحدهم وجميع ما ذكر من مكوناته المعرفية وتراكمه الثقافي هو نص هش ضعيف ينبغي نفيه عن الذائقة.. أما النص الذي يخالف ذائقة أحدهم فهو نص مجاف للشعر أصلاً! خارج من دائرته جزاؤه النفي من عوالم الشعر وفضاءات الإبداع!!.
الذائقة الأحادية الخاصة المتكونة من القراءات والخبرات المحدودة وتحوير الأدوات وضيق الرؤية وعدم والقدرة على الفرز والتقييم الجيد والمنصف بعيداً عن الأنا ومؤثراتها – هذا الغول الذي يتدثر بالعاطفة ويصغي كثيراً لحديث الذات ويتأثر به.. هذا الغول معضلة الكثير من النقاد والعديد من الشعراء!.. بسببه ظُلمت الكثير من القصائد بل ظلم الشعر ذاته!.. وبسببه كذلك روج للكثير من القصائد الهشة والضعيفة وقدمت لذائقة المتلقي على أنها القدوة والنموذج المحتذى! والمؤسف أن البعض صدق ما روج له وخدع به!!.
فضاء الإبداع واسع.. والذوائق تختلف والمبدعون متفاوتون.. وساحة الإبداع تتسع للجميع وتزهو بالتنوع.. مرحبا بكل نص.. بل كل عمل إبداعي يحلق بعيدا.. ما لم يتعارض مع الثوابت الأساسية التي نتفق عليها جميعا.