فهد بن جليد
«بمناسبة زفاف ابنتنا فلانة (ست الحُسن والجمال) يسرنا دعوتكن لحضور الحفل النسائي المُقام على ضفاف (البوسفور) في اسطنبول، والاستمتاع بالعروض المُصاحبة لهذه المُناسبة العائلية.. والعاقبة لكن بالمسرات».
إذا لم تصلك مثل هذه الدعوة فترقبها، لأن هياط بعض الأسر (متوسطة الحال) وصل إلى نقل (حفلات الزفاف) والمدعوين إلى الخارج في أحدث صرعات (الخيول الجامحة) تمشياً مع تقليد (زفاف الأثرياء) في لندن وباريس وجنيف!
الأسباب متنوعة ومُتعددة، والحجج تبدأ بالبحث عن التغيير والتفرد (بفرق بسيط في الكُلفة) في أجواء ساحرة (باردة أو مُعتدلة) مع إمكانات أكبر، وطقاقات أرخص... إلخ، على طريقة: اللي يعزّنا بيتعنّا لنا، وما قصرنا حطينا في خانة (ممنوع اصطحاب الأطفال والمغاتير) ملاحظة يسعدنا استفادتكم من الخصومات الخاصة على التذاكر والإقامة من مكتب السفريات المُنظم للحفل بالتنسيق مع اللوكندا بتركيا، ويا (هوش بولتك) والله، وألف (هوش قالدن جنم) بالجميع!
ليس من حقنا أن نشره على من يُقيم حفل زواجه في الخارج ومعارضنا تنظم وتُقام في الخارج، واجتماعات وحفلات معظم شركاتنا تقام وتنظم في الخارج، دورات مُدربينا ومُعالجينا، وحتى مناقشة قضايانا الاجتماعية إعلامياً تتم في الخارج، لا نروح بعيد.. مُباراة (السوبر السعودي) ستقام الأسبوع المُقبل في الخارج، كلٌ لديه عذر وسبب يحاول إقناعك به (للهروب للخارج)، والله لنا في الداخل.
يقول صديقي: تفاجأت باتصال هاتفي من (عريس) حضرت زفافه للتو يطلب مني الفزعة بسداد (ألفي ريال) لحارس قصر الأفراح، الذي هدد بإغلاق (عداد الكهرباء) إذا لم يتم دفع بقية المبلغ له قبل انتهاء الحفل، ورغم أن الصديق (نشن صح) بتحديد زواجه يوم (25 الشهر) طمعاً في (عانية العرس)، إلا أن معظم الضيوف اكتفوا (بتهنئة جرداء) ودعوات بأن يبارك الله لهما ويجمعا بينهما على خير.
يبدو أن أهل العانيات (مشغولون في الخارج) ما بين السياحة، وإقامة الأعراس، وحضور المُباريات.. والله يستر من القادم.
وعلى دروب الخير نلتقي.