د. خيرية السقاف
لو لم يكن لمجلس الأسرة الذي أقر بإنشائه مجلس الوزراء برئاسة درع الأمن عصا الأمان محمد بن نايف من المسؤوليات إلا الإقرار بأبجديات مهامها، والإشراف على تنفيذها لكفى أهمية ولقلت: بورك فيه من مجلس، وبوركت له من مهام..
إذ يجيء في وقت تنازعت فيه، وتكالبت على الأسرة في مجتمعاتنا من كل نافذة ريح،
بل من أي ثقب أتربة وطمي،
وجاء الوقت الذي تحتاج فيه الأسرة إلى من يضع الخط الأحمر العريض تحتها، وهز الكتوف بقوة للانتباه: هه، إنها الأسرة، إنها الرفقة الطيبة بالمعروف، ثم إنها المحضن، إنها المدرسة الأولى، إنها الملاذ، إنها الماعون، إنها البوتقة، إنها التربية، إنها التنشئة، إنها الأمان، إنها الحب، إنها الأس، إنها القاعدة، إنها المنطلق، إنها الود، إنها المعروف، إنها الوشائج، إنها الدم، إنها الإيمان، إنها الأخلاق، إنها القيم، إنها المبادئ، إنها الفكر، إنها الربطة، إنها الخير، إنها الإيثار، إنها الأثر والتأثير..!!
وإن جدرها تكاد تتشقق، وقواعدها تفضي بالانقضاض، وملامحها تبهت تبهت، ووشائجها تضيع بالتشظي..!!
تحتاج للمنقذ، ولشد الأعضاد من حولها..!
ولعل في النص الرسمي بقرار إنشاء مجلس الأسرة على مستوى مؤسسة نظامية ذات اعتبار نظامي، وهيكلة إشرافية رسمية بمتابعة، وإلزام، فيه ما يطمئن ليستقر لهذه الأسرة في هذا المجتمع دورها بهدف، وتنفيذ إرساء هذه القواعد، يكون البدء بركنيها الزوجين وجميع ما يوطد رابطتهما، ويقنن علاقتهما، ويقر بضوابطها، وحدودها وقيودها، فثمارهما وما يكون لهذه الثمار من التنشئة، والتربية، ومن ثم سلامة العلاقات بين أفرادها، وصحتها..
ذلك بالنص عند إسناد الأدوار لأفرادها، بعيدًا عن مؤثرات ما توافد على نسيجها فهلهله، ومن ثم متابعة نتائج التنفيذ، ومواجهة ما يكون عند الإخلال بأسس ما ينبغي أن تكون عليه الأسرة الوارفة، المنتجة للمجتمع عناصر فاعلة، سليمة، معافاة من أدواء العصر، ناضجة بتماسك، وتعاضد رعاتها ممن يتخيرون أنفسهم ليكونوا أربابها،
هذه الأسرة في المجتمع بجميع طيوفه.
ولا أحسب أن الهدف من إنشاء هذا المجلس فقط تقنين العلاقة بين المرأة والرجل، ومرتبطاتها بتحقيق الولاية أو فض نزاعات الاختلاف في شأنها، أو مرتبطات مواقفها من الأبناء، والنفقة، والتعليم، والطلاق، ..
و.. وأمور بل دوره أوسع، وأهم، وأعمق..
إن على الأسر مسؤولية ليست تنحصر في أفرادها، بل تتسع من الباب الداخلي لبيوتها، إلى حدود أسوار المدينة، والقرية، وحدود البلاد كلها..
ولعل في هذا المجلس تزرع البذور، وتسقى فتنوف، وتثمر شجرة الأسرة،
ومن ثم تظلل كل المجتمع بخضرتها وسلامها الشامل أجسادًا، ونفوسًا، وعقولاً، وديناً، وأخلاقاً، وأفكارًا.،
تسندها بقية مؤسسات المجتمع بأدوارها تعليمًا، وإعلامًا، وفكرًا..!
فتحية لمن أقر، ووافق على إنشاء هذا المجلس أميرنا النابه محمد بن نايف -وفَّقه الله-، وأعانه، وسدد جهده، والتحية للوزير النشط الفعال د. مفرج الحقباني حيث همته وتفانيه في مناحي اختصاص وزارته المضلعة بالتنمية الاجتماعية وفي أولها الأسرة.