فهد بن جليد
بدأ معلمو صناعة (الفلافل) يفقدون وظائفهم شيئاً فشيئاً، نتيجة ظهور ماكينة (الفلافل) المُتحركة، ولحق بهم معلمو (الشاورما) مع تطوير ذراع إلكتروني يتحرك آلياً (بالبرمجة) لتقطيع الشاورما بطريقة دقيقة - بدأ استخدامه في بعض مطاعم الرياض - هؤلاء كانوا يتقاضون (رواتب مميزة) وتحولوا إما إلى عاطلين، أو قبلوا بالعمل (كمُساعدين) لهذه المكائن، دورهم (لف) السندويتشات (برواتب أقل)!.
هذا الأسبوع ظهر في بلجيكا (مدرب روبوت) يُقال أنه سيتم تعيينه مدرباً للمنتخب الوطني، لتدريب اللاعبين على التسديد، وتدريب حراس المرمى على الصد، وربما برمجة بعض الخطط ومعرفة كيف يمكن تطبيقها داخل أرض الملعب، الفكرة عرفها الألمان قبلهم مع المدرب الإلكترني (ديفيد)، الذي يتفوق على بيكام وميسي وكريستيانو وغيرهم ..؟!.
كل يوم من حولنا أشخاص يفقدون وظائفهم لصالح التقنية والبرمجة الحديثة، في العمل الإداري والتعليم والطيران والطب.. إلخ، ولكن الجديد هو فقدان أصحاب المهن اليدوية البسيطة لوظائفهم، واستسلامهم لهذا التحول، مع زيادة فكرة التخلي عن البشر، نتيجة دقة الروبوت، وزيادة إنتاجيته، وقلة مصاريفه، مما يجعل المقولة الشهيرة (صنعة في اليد تقي من الفقر) في مهب الريح!.
كثيرون يُشكّل لديهم هذا الأمر هاجساً وقلقاً؟ العالم يتحول ويتطور (بطريقة مُزعجة)، التقنية تتدخل وتتحكم في تفاصيل حياتنا، وربما هي من تُحدد مصيرنا، هناك من يحاول (فهم الأمر)؟ واللحاق بالركب للتكيف مع التطورات المُفاجئة، وحتى يكون مُستعداً لأسوأ (الظروف والاحتمالات)!.
الخوف ليس في أن تتسبب الروبوتات والتقنية بفقدانك لوظيفتك؟ الأمر قد يطال إدارتك لشؤون المنزل وتربية الأطفال؟!.
للأسف كثيرون منا لا يُعِيرون الأمر أدنى أهتمام، رغم أن التقنية هي من تربي أولادنا بالفعل، نتيجة ارتباطهم اللصيق بالوسائل التقنية الذكية والعوالم الافتراضية، وكأن هاجس الخوف من فقدان الوظيفة أكبر من الخوف من فقدان القدوة والتربية؟ فهل الوظائف أغلى من الأولاد؟!.
رسالة الأبوة (وظيفة أنبل) تُهددها التقنية أكثر، ما أصعب فقدانها؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.