عبده الأسمري
في حروب افغانستان والشيشان والجماعات المسلحة في الصومال وافريقيا وظهور الدمويين في شرق آسيا وما أنتجته اجندات الضلال في سوريا والعراق هنالك اتجاهان لمعادلة «الجهاد «اينما ذهبنا لاطرافها وقعنا في ثورة الشك وتوغلنا في التطرف الذي صنعته افواه كانت تنادي من مكان بعيد ومؤلفات كانت توزع ليلا في خيام تورا بورا وتصل عبر البحار لتغزو افريقيا واوروبا، وكل ما أمعنا التدقيق فإن «الجهاد» مفهوم شرعي وديني يخضع لرأي ولي الأمر بعيداً عما حدث ويحدث من الاجتهادات الشخصية من آخرين أيا كانوا «طالب علم ام فضيلة شيخ ام داعية «والتي بلورت الجهاد في نفق ذاتي مبني على الباطل. نحن ام منظومة من الدافعية خططت لاعراس الدم وساقت الشباب الى جهنم بواسطة «صكوك الغفران الوهمية « وعبر بطولات القتل المجاني الذي يعتمد على الفتوى الكتابية والمنتزعة من مؤلفات «الاخوان « او كتب «الجهاديين « أو ضلالات «سيد قطب» او ابواق نادت بالجهاد تحت عناوين الحماس وقتل الكفار. نحن أمام عمق تاريخي وبعد دعوي للمسألة يجعلنا نضع عدداً من المشايخ في دائرة الاتهام واخرين دخلوا الى محيط الادانة والاسماء في ذلك ليست مخفية، ولكن هنالك من يكافح وينافح عن أطروحاتهم بحكم صداقة المخيمات البائسة وزمالة اجتماعات الحدائق ورفقة دعوات الخمس نجوم بحثاً عن الاشتهار والانتشار تحت مظلة فتاوى الحماس.. هنالك من عرف نفسه وتراجع وآخرون ظلوا يدفعون الغير للنداء باسم الجهاد من خلال التخطيط الخفي ونوع ثالث يواصل بطرق ملتوية الفتوى والرؤى معتمداً في خطابه أنه يجيد العزف على وتر الوسطية والتطرف معا وهنا تكمن قضية الرقابة والترقب لما سيأتي منهم.
نحن امام موجتين من الاعتراف والاحتراف لفتاوى الجهاد، فالبعض اعترف وكان لاعترافه دور رئيس في توقف أرتال من الشباب الذين كانوا ينتظرون دورهم لاستلام صك الغفران والبعض عاد من أرض الفتن مستعيداً عقله التي ضيعته فتاوى وردته من رفقاء الضياع القادمين من معكسر فكري طائش للشيخ «الجهبذ» الذي دعاهم الى ذلك اما اخرون فمارسوا الاحتراف في فتاوى الجهاد حيث دأبوا على النداء بالجهاد وان خشي المساءلة عاد ليمارس الخطاب القوي المتشدد واقصاء الاخرين وتقصي الثغرات لتمرير حيله الفكرية في الزج بمن يسمع اكثر مما يفهم.
رسالتي من هذا المنبر ان تعاد صياغة الخطاب الديني في بعض مراحله وان تشدد الرقابة وان يبحث في تفصيلات التوجهات وان يخضع بعض الدعاة وطلبة العلم والمشايخ الى متابعة بل واستدعاءات ومناقشة في خطابهم وفي نشاطاتهم.