«الجزيرة» - الوراق:
نظمها الشاعر المغربي الدكتور عبد الرزاق مرزوق بعد حادث تفجير الحرم النبوي الشريف.
أَكْرِمْ بِطِيبَةَ مَرْقَدِ المُخْتارِ
أَحْرَى البِقَاعِ بِهَيْبَةٍ وَوَقَارِ
سَلِّمْ عَلَى خَيْرِ البَرِيَّةِ خَاشِعاً
تَلْقَ الوِفَاقَ وَلَذَّةَ الإِبْشَارِ
مَا حَلَّهَا عَبْدٌ يُجِلُّ مَقَامَهَا
إلاَّ اسْتَقَى سَعْدَ الرِّضَا المِدْرَارِ
لاَ يَسْتَوِي وَمُحارِبٌ بِرِحابِهَا
إلْحادَ سَقْطٍ مَارِقٍ كَفَّارِ
غِلْمانُ سُوءٍ يَهْتِكونَ أَمانَهَا
غَدْراً مُبِيناً سَافِرَ الإفْجَارِ
مَا ضَرَّهَا إِلْحادُهُمْ إِذْ قَدَّمُوا
لِمَآلِهِمْ بِمُعَجَّلٍ مِنْ نَارِ
قَدْ فَجَّرُوا أَجْسَادَهُمْ فَتَحَرَّقَتْ
كَالْمُشْتَهِي فَيْحَ اللَّظَى فِي النَّارِ
خَسِئُوا جَمِيعاً واسْتَحَرّ بِجَمْعِهِمْ
فَتْكٌ مُبِيدٌ سَائِرُ الإِنْذَارِ
يَشْفِي صُدُورَ الْمُؤمِنِينَ كَرَامَةً
وَيَلِيهِمُو بِمَهَابَةِ الإظْفَارِ
وَيَلِي حِمَى الحَرَمَيْنِ ثَمّ بِحِفْظِهِ
وَمَزِيدِ أمْنٍ دَائِمٍ خَفّارِ
رَبّاهُ شَرّدْ بِالمُبَادِ قَبِيلَهُ
أحْفَادَ رِجْسٍ مِنْ عَبِيدِ النَّارِ
لَمْ يَتْرُكُوا إِثْماً وَدَاعِيَ فِتْنَةٍ
إِلاَّ أَتَوْهُ بِخِسَّةٍ وَشَنَارِ
وَالشِّرْكُ فِي أَعْلامِهِمْ يَجْتَثُّهَا
بِئْسَ الشِّعَارُ لِمِلَّةِ الْفُجَّارِ
حَاشَا الدِّيَانَةَ أَنْ تُحِلَّ صَنِيعَهُمْ
بَلْ ذِي فِعَالُ كِلابِ أَهْلِ النَّارِ
وَسَمَاحَةً فِي نَهْجِهَا تُلْقِي الهُدَى
نُوراً وَرِفْقاً عَالِيَ الإِبْهَارِ
أَنَّى لَهُمْ عَقْلٌ يَعِي أَخْلاَقَهَا
وَمَسَارُهُمْ سَفَهٌ بِطَعْمِ الْعَارِ
أَيَلِيقُ بِالحَرَمِ الشَّرِيفِ إِذَايَةٌ
وَالطُّهْرُ فِيهِ مَظِنَّةُ الإِكْبَارِ ؟؟؟
فَارْحَمْ رِجَالاً أوْقَفُوا أرْواحَهُمْ
يَفْدُونَ فَخْراً طِيبَةَ المُخْتَارِ
رَبّاهُ طَيِّبْ تُرْبَةً ضَمَّتْهُمُو
بَارِكْ عَلَى أَشْلائِهِمْ بِدِثَارِ
وَشِعَارِ أُنْسٍ يَسْتَحِثُّ نَعِيمَهُمْ
بِمُقَامَةِ الأَنْصَارِ وَالأَبْرَارِ
ألْحِقْ بِهِمْ ذُرِّيّةً تَبْكِيهِمُو
وَارْبِطْ عَلَى أخْلادِهِمْ بِقَرَارِ
وَامْسَحْ جِرَاحاً فِي سَبِيلِكَ سُيِّلَتْ
نَالَتْ كِرَاماً بِالْعُلَى الزَّخَّارِ
شَرَفاً يُضَاهِئُ مُرْتَقَى تَعْظِيمِهِمْ
حَرَمَ النّبِيِّ المُصْطَفَى البَشَّارِ
وَأَدِمْ لِطِيبَةَ أَمْنَهَا وَسَلامَهَا
وَسَلامَ بَيْتِكِ قِبْلَةِ العُمَّارِ
وَيَداً تَلِي حَرَمَيْكَ حُسْنَ رِعَايَةٍ
بَارِكْ مَسَاعِيَهَا بِحُسْنِ إِصَارِ
وَامْدُدْ لَهَا حَبْلَ البَصِيرَةِ عِصْمَةً
تَنْأَى بِهَا عَنْ زَلَّةٍ وَعِثَارِ
وَاجْمَعْ لَنَا شَـمْلاً تَبَدَّدَ عِزُّهُ
بَيْنَ النِّزَاعِ وَغَمْرَةِ الأَوْزَارِ
رِيـحاً لَنَا كَانَتْ تُخِيفُ عَدُوَّنَا
ذَهَبَتْ فَصِرْنَا كَالْكَسِيِّ الْعَارِي
وَاكْتُبْ لَنَا نَصْراً يُقِلِّدُ عِزَّنَا
فِي ثَالِثِ الْحَرَمَيْنِ خَيْرَ صِدَارِ
تمت بحمد الله تعالى وتوفيقه القصيدة الموسومة (فِدىً لَكِ طِيبَةَ المُخْتَارِ)، يوم الإثنين السادس من شهر شوال 1437 هج، الموافق للحادي عشر من شهر يوليوز 2016 م، بمراكش المحروسة. نظمها عبد الرزاق بن محمد مرزوق، أستاذ السيرة النبوية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة القاضي عياض، مراكش، المغرب. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.