عبد الله بن حمد الحقيل
في صباح يوم الجمعة الموافق 24-10-1437هـ تلقيت عشرات الرسائل من الزملاء والأصدقاء ينعون فيها الصديق الدكتور عبدالله بن إبراهيم العسكر، حيث تعرض لحادث سير بالإسكندرية ولم يكن الخبر عابراً، بل جاء مفاجئاً ومؤلماً، ولقد أحدث نبأ وفاته ردة فعل من الحزن والألم لدى أصدقائه ومحبيه، إذ كانت له منزلة كبيرة في القلوب لما يتمتع به من أخلاق عالية وسجايا حميدة.
ولقد صدرت له بحوث ودراسات تاريخية وكان عضواً في عدد من الجمعيات العلمية والتاريخية إلى جانب مؤلفات عدة ولم يقف جهده عند العمل التأليفي الأكاديمي، فقد أسهم في الكتابة الصحفية وصار عضواً في مجلس الشورى لدورتين متتاليتين، لقد عرفته عن قرب من خلال المشاركة في العديد من الرحلات والندوات والمناسبات التاريخية والثقافية في الداخل والخارج فكان نعم الرفيق، وكثيراًَ ما كنا نتناقش في القضايا التاريخية بحوار علمي مفيد، ولقد كان - رحمه الله- إلى جانب جهوده العلمية متحدثاً لبقاً ملماً بشتى القضايا وتميز في دراساته وتحقيقاته وبحوثه العديدة التي لا يتسع المجال لسردها، لقد كان نعم الرفيق في سفره وحضره؛ يتمتع بروح خفيفة مرحة وبطلاقة وببشاشة في الوجه وصدق وجد في المناقشة والحوار الهادئ، ولقد تأثر أصدقاؤه ومحبوه بهذه الفاجعة، ولقد رحل إلى رحاب ربه بعد أن ضرب لنا المثل الأعلى في حب وطنه ومجتمعه والعمل بصدق وإخلاص، فصبراً أيها المحبون على الفراق الممض فهي سنّة الله {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}، رحمه الله وجعل في عقبه الخير والبركة وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وأصدقاءه وتلاميذه ومحبيه الصبر والسلوان.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.