برعاية كريمة من سعادة الدكتور عبدالرحمن المديرس مدير التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية وبدعوة من مدير المدرسة الثانوية بالخبر الأستاذ أحمد الشهري وبمشاركة من إدارة مكافحة المخدرات بالحرس الوطني أقيم معرض عن آفة العصر ودمار الأمة (المخدرات).
كان عرضاً مؤثراً بمعنى الكلمة لشباب فقدناهم وبأوضاع يندى لها الجبين، أحدهم تمضي عليه أيام وهو متوفى وداخل دورة المياه وترى الحشرات على كامل جسمه، وأحدهم يقتل ابنته وزوجته ووالدته، وأحدهم يتاجر في أعراض أهله لأجل الحصول على المخدر، وأحدهم يبيع دينه ودنياه ويمشي في طريق الرذيلة.. كان قبل ذلك وقبل الرفقة السيئة مثالاً للابن الصالح الذي يتوخى والداه فيه كل خير. يأملون أن يكون سندهم وملجأهم بعد الله في شيبتهم ينظرون إليه وهو يكبر كل يوم ويرجون له الخير والمستقبل الزاهر.. يريدونه أن يكون مثالاً يتشرفون به ويفاخرون به أقرانه يريدون أن تكون له زوجة وأولاد وبيت ومكانة اجتماعية تملأ عيون والديه ويحمدون الله على حسن التربية ورغد العيش.
نعم: لا يريدون بل ويكرهون أصحاب السوء الذين مشى في طريقهم، لا يريدونه أن يسهر ولا يعلم أن يقضي ليلة لا يريدون أن يكون جسمه مضطرباً شاحباً دائم التفكر والانعزال والتوتر والعصبية ورعشة جسده واحمرار عينيه وسرعة غضبه وعدم استقراره كلها أعراض يكره كل أب أن يراها في ابنه وأمام هذا المشهد المؤلم أمام الجهود التي تقوم بها الدولة -حفظها الله- سواء بالعقوبات المشددة على المروجين أو بأساليب الوقاية عن طريق الإعلام والثقافة وإقامة المعارض وعمل النشرات ثم بالمعالجة في حالة الإصابة -لا سمح الله- عن طريق المستشفيات، ولكن يبقى أن إحساس كل أب وكل أسرة وقع ابنهم في هذه المصيبة أن يكون هناك حلول إضافية منها:
1 - عمل فحوصات لأبنائنا في المدارس كل ستة أشهر يزود فيها ولي الأمر بالنتيجة.
2 - توظيف شباب صالحين من طلاب المدارس لأنهم أدرى بفهم الشباب من غيرهم وتكون مهمتهم الاكتشاف المبكر والإبلاغ عن تجار المخدرات أو المتعاطين.
3 - لأن المخدرات هي أخطر مهلكات الشباب وأضرارها تتعدى الشاب إلى أهله ومجتمعه والوطن، لذا يقترح أن تكون هناك قناة خاصة لمكافحة المخدرات وكذلك التدخين ولتكن تحت مسمى يناسب الحالة (كقناة الصحة).
4 - هذه المشكلة أرى أن تكون من أولويات الأمور التي يناقشها مجلس الشورى وكذلك مجلس المناطق، وحتى يكون هذا الموضوع حاضراً بصفة مستمرة نظراً لخطورته ولأنه في ازدياد.
5 - أن لا تكون الوقاية مقتصرة فقط على الكتيبات والأشرطة والمعارض مع أهميتها لأنها أحسن الموجود.. ولكن يلزم أن يعتمد مبلغ (لمكافحة التدخين والمخدرات) في ميزانية وزارة التربية والتعليم ويكون هناك برنامج منظم وتعتبر من الحصص اليومية، مع تفعيل دور المكافحة بشكل أكبر واستمرارية العمل بذلك واتخاذ الطرق المناسبة لحماية أبنائنا.
6 - دعوة القطاع الخاص للمساهمة في هذا البرنامج السنوي عن طريق الغرف التجارية في كل منطقة وعن طريق رجال الأعمال والشركات العاملة في المنطقة وتكوين ميزانية (صندوق) لهذا الغرض في كل مديرية تعليم.
ندعو الله العزيز الكريم رب العرش العظيم أن يحفظ أبناءنا من جلساء السوء وأن يعين حكومتنا على مكافحة هذه الجريمة وأن نكون كآباء ومدرسين ومجتمع العين التي تراقب تصرفات الأبناء والحفاظ عليهم، والله خير حافظ ووكيل.