لم يكن يخطر ببالي أن أكتب في موضوع كهذا لقناعتني أنه يوجد كثيرون غيري من من لديهم باع طويل في السياسة ودهاليزها، ولكن مع تتابع الأحداث ومروراً ببعض ما تقوم به الدولة الأولى في العالم والنجوم الدائرة في فلكها وهي الدول الأوربية الاستعمارية، وجدت إلحاحاً نفسياً لأسطر بعض ما يعتمل في خاطري سواء كان صائباً أو يجانبه الصواب، فلو عدنا إلى سنوات ماضية قريبة كان شاه إيران والذي كان يلقب (نفسه بشاه شاه) أي ملك الملوك مثلما فعل رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى السابق الذي سمى نفسه (بسيسي سيكو) أو الديك الذي يهزم كل الدجاج، فقد أصاب الشاه جنون العظمة وتخمة ما في يديه من أموال من بيع الذهب الأسود وقام باحتفالات باذخة دعى إليها أغلب ملوك ورؤساء الدول الأجنبية في مدينة مونوبوليس - على ما أذكر - وأحضر كل فناني العالم من ممثلين ومطربين وكل أنواع المآكل والمشارب وطغى وبغى فكانت قاصمة الظهر له ولحكمه ولم ترحمه أمريكا التي كان يعتبر نفسه شرطيها في المنطقة مع الصهاينة، وأطيح بحكمه بمساعدة فرنسا، وجيء بالمعمم الخميني الدجال، ولم تقبل أمريكا حتى أن تمنح الشاه تأشيره دخول إليها للعلاج من مرض السرطان المتقدم عنده، وتلقفه صديقه أنور السادات للعلاج والإقامه في أرض الكنانة فمات ذليلاً مغدوراً غير مأسوف على فراقه، ولكن من جاء بهم الاستعمار بعده كانوا وما زالوا كالجرذان لخراب السدود والسفن والمحاصيل والبلدان والدجل على الجهلة لديهم وفي البلدان المجاورة وتكديس أموال البترول والغاز والخمس من المغلوبين على أمرهم، ونشر الفوضى والقلاقل والفتن والدجل في أرجاء المعمورة ليصدقهم المنتفعون وأهل الغواية والضلال حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
أمريكا بعدما دمرت العراق سلمها لهؤلاء الدجالين والمشعوذين لإحداث شرخ وفتنة بين الرافضة والسنة ظناً منها أن هذا يصب في مصلحتها ومصلحة الصهاينة في فلسطين وفي واشنطن، وأشاحت بوجهها عن من مدوا ويمدون لها يد الصداقة الحقيقية ومن هي منتفعة منهم، وستظل كذلك إلى ما شاء الله، فهل سنرى يوماً يأتي فيه رجل رشيد يحكم أمريكا وينقذها من الضياع والارتماء في أحضان الصهاينة البغيضة، وقد قرأت وجهة نظر رئيس باكستان السابق ضياء الحق عن السياسة الأمريكية والسياسيين فيها حيث قال «إن من يتعامل مع السياسة الأمريكية وسياسييها كمن يتعامل مع الفحم، فلا يأتيك منه ومنهم إلا سواد الوجه واليدين». وأضيف: ما يدخل جوفك من سموم، فأمريكا تقلب لأصدقائها ظهر المجن في وقت الحاجة إليها، وما انقلاب تركيا وإيوائهم فتح الله قولن وأعوانه وتدعيمهم عنا ببعيد، والحبل على الجرار، إلا فيما يتعلق بالدولة التي زرعوها في قلب العالم العربي والإسلامي فهم رهن إشارتها ورهن ما يراه الآي باك ipak اللوبي الصهيوني الأقوى في العالم وفي واشنطن وجميع رؤساء أمريكا والطامحين للرئاسة والتجديد وأعضاء مجلسي الكونقرس والنواب يخطبون وده ويحنون الرؤس له! كذلك الأمر بالنسبة لروتشلد وعتاة الصهاينة، وإلا لُفقت لهؤلاء السياسيين التهم وأطيح بهم. والحديث يطول ويتشعب والعارفون لا يعرفون!