الطفل الرضيع يصغي باهتمام لافت لما يسمع، ولكنه لا يعي ماذا يعني ما استمع اليه. الا أن الطفل تتطور مداركه، ويتطور وعيه وادراكه لمعاني ما يسمع ويشاهد، بخلاف أطفال السياسة الذين يسمعوا دون أن يعوا معنى ما سمعوا. أنا كمواطن سعودي لا أشك أن رئيس ما يسمى بوفد الحوثي محمد عبد السلام « وتسميتهم بالوفد هي الغلطة الأولى « لان تسمية الوفد تطلق على من يمثل جهة معترف بشرعية تكوينها، كالدولة، والمنظمة او الحزب أو الرابطة او الجمعية. والجلوس معهم للحوار أو التفاوض أو التفاهمات، حيال تنفيذ قرار دولي نص في متنه بصريح العبارات، وبترتيب الأولويات، وتزمين رفع المعلومات عن مستوى تنفيذه من قبل المندوب الاممي هي «الغلطة الثانية « أنه بنفسه، لا يضمر الشر وزرع الفتنة داخل دول الخليج العربي عموماً والمملكة العربية السعودية على الخصوص. وهو مزارع في صعدة المجاورة للمملكة العربية السعودية، ويعلم ما قدمت المملكة العربية السعودية لصعدة. أسوة ببقية مناطق اليمن على مدى زمنى يزيد على (40) سنة. في عام 1983م. تحت عنوان « أثر المساعدات السعودية في التنمية اليمنية « قدمت بحث التخرج الذي اثبت فيه بالأرقام أن المساعدات السعودية غير المستردة (هبات) «باستبعاد قطاعات الامن والقوات المسلحة و القروض والودائع» قد بلغت 27% من مجموع القروض والمساعدات الدولية لليمن، خلال الفترة (1975 - 1983) وهذه النسبة استبعدت مداخيل (4) ملايين اخ يمني داخل المملكة أكدها مدير عام الجوازات حين ذاك / أحمد الجرمزي، غفر الله لنا وله أحياء وأمواتا. اذكر هذا ليس منة، ولا احصاء. وقد لا ترغب قيادتنا الرشيدة بذكره امتثالاً لقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى} إلى آخر الآية (264) من سورة» البقرة « إنما دواعي استحضارها بأن محمد عبد السلام وهو يعلن عدم اعترافهم، الا بما يريدونه هم. متمثلاً في إعادة تكون الرئاسة اليمنية، وتشكيل حكومة وفاق وطني. حيث مكنتهم الغلطة بدعوتهم كوفد من أن يرددوا ما سمعوا من إيران بأذان صاغية في عقول خاوية. أصغوا لإيران وهي تملي عليهم ما يقولون. دون أن يدركوا معاني ما يطرحونه من مطالب. لم يدركوا أن إيران تدفعهم للمطلبين (تشكيل مجلس رئاسة، وحكومة وفاق وطني) لا لمصلحة الحوثية أو مصلحة السلام في اليمن واليمنيين. إنما لغرض «تحت أمل لعل وعسى» لقبول مطلبهم، وهو ما يعي اسقاط شرعية القرار (2016) وبسقوط شرعية القرار تسقط الشرعية، وبسقوطه تسقط شرعية التحالف العربي، ويصبح اعتداء لكونه جاء بطلب سلطة غير شرعية، والتدخل غير المشروع له تبعات كبيرة وخطيرة، وهذا ما تسعى إليه إيران. لا حبا في الحوثية، ولا رغبة في مصلحة اليمن واليمنيين، ولا مراعاة لمن وردت أسماؤهم بالقرار كالمخلوع. فهم أول من ستضحي بهم متى ما انتهت حاجتها بهم. ولن يحيد الحوثيون عن الموقف الذي هم فيه، وستنقضي المدة المحددة بخمسة عشر يوما دون قبولهم بتنفيذ أي بند من بنود القرار (2016) لعدم وعيهم بما يساقون اليه. إلا إذا أصبحوا وقد فقدوا مواقعهم في مكان. وأمسوا وقد فقدوا آخر. إذ قارب الأسبوع الثاني على النهاية، وقد أصبح الساحل بيد القوات الشرعية في حرض قد تجاوزت الحديدة إلى زبيد وبيت الفقيه باتجاه تعز والمخا. وفك الحصار عن تعز، والقوات الشرعية بين الرحبة وبني الحارث في مواجهة مطار صنعاء باتجاه قطع الطريق بين صعدة وعمران. حينها سيذعنون، وستفقه عقولهم ما تسمع آذانهم. وأن إيران لم تكن تريد لليمن الخير، وعليهم سؤال انفسهم ماذا قدمت ايران للشعب اليمني قبل وبعد ثورة الخميني غير المباركة من أحد. إلا كما قدمت للبنان. مجموعة من مليشيات مسلحة، صنفت بالإرهابية وهي كذلك. وتقدم للسوريين من ظل وارف تحت الكرم والزيتون بانتظار ولائم البراميل المنفجرة من ابتكارات الثورة الخمينية. الحوثيون إن لم ينصاعوا برضاهم فسوف ينصاعوا « لكن»... وسوف يصنفوا كمليشيات إرهابية.. يغرهم عدم الوعي السياسي، فيصدقون ما يزين لهم من بعض دبلوماسيي الدول الكبرى باستغلال ظرفهم الحالي. لانهم لا يقرؤون لغة المصالح، وأن من يزينون لهم اليوم سينسونهم غدا القريب، حيث لا مصلحة فيهم لاحد. وهم من لم يراعوا مصلحة وطنهم ومواطنيهم قبل أن يكون مليشات نهبت السلاح وأسالت الدماء. فنزعوا عن أنفسهم صفة المواطنة الصالحة. ففي كل بيت يمني دم أهدر من قبل الحوثيين، وهذه الدماء المهدرة لن يتركها أهلها حتى لو كانت «قم» قلعة اعتصامهم أخطؤوا الطريق فأخطأهم الحق. لانهم آذان صاغية بينها عقول خاوية.