محمد الشهري
بعض الأمور لا تحتاج إلى أكثر من تفسير للوقوف على كنهها، على اعتبار أنها تفسر ذاتها بذاتها، ولا سيما إذا تكرر ترديدها عمال على بطال، وبالتالي فما على المتلقي العاقل سوى التعامل معها وفق منطوق تفسيرها التلقائي دون إغفال ربط الأشياء بخلفياتها وأسبابها ومسبباتها.
لهذا بات من الواضح والجلي: أن تعاطي بعض كتّاب الأهلي هذه الأيام الذي يشبه (الهلوسة) - اللهم يا كافي - إنما هو من الأمور التي لا تحتاج إلى أكثر من تفسير حول الدوافع والأسباب الحقيقية وراء هذا التعاطي (المجنون) تجاه الهلال تحديداً؟!.
ذلكم أن المتلقي العاقل أياً كان انتماؤه النادوي، وفي ظل هذا (الهوس)، ليس بحاجة إلى من يبصّره بأن رئاسة الشيخ (عبد الرحمن بن سعيد رحمة الله عليه) للنادي الأهلي (في مهمة إنقاذ) تاريخية خلال فترة من الفترات العصيبة في مسيرة النادي، قد تحولت في أذهان بعض (المجانين) إلى (عُقدة ضخمة) جداً تتصدّر سلسلة العُقد الزرقاء الأخرى التي يعانون منها، والتي من الواضح أنها تكبر وتتضخم مع مرور الأيام!!.
مع أن المسألة برمتها لا تستدعي كل هذه الحساسية المفرطة، على اغتبار أن الشيخ إبن سعيد قامة رياضية واجتماعية عملاقة، فضلاً عن كونه رائد الحركة الرياضية في المنطقة الوسطى، وبالتالي فإن رئاسته لأي منشأة رياضية هو شرف لها تباهي وتماري به، هذا جانب.
الجانب الآخر: هو أن الشيخ - رحمه الله - كان له الكثير من الأيادي البيضاء الموثقة على أكثر من نادي، بما فيها تلك التي ناصبته العداء فيما بعد، بعد أن أحسن إليها، على طريقة (.. ومن يصنع المعروف في غير أهله...)، ومع ذلك لم تزده إلاّ شموخاً على شموخه؟!!.
على أن أكثر ما يثير السخرية هو قول أحدهم ضمن إحدى هلوساته: إن الفضل في تكوين الإمبراطورية الزرقاء يعود لجهود ومساهمة شخصيات أهلاوية، ومع تقديري الكامل لكل الشخصيات الأهلاوية سابقاً ولاحقاً، الذين يتم الزج بهم في هلوسات وتخاريف هم منها براء، بل تعتبر إساءات بحقهم قبل أن تكون محاولات للانتقاص من قدر كبير القوم وسيدهم!!!.
إلاّ أنني استميح الجميع عذرا فأقول: إن هذا الادعاء (الكاذب) لا يختلف قيد شعرة عن أساليب (الدّجّال) الذي يقبض من الزبون (الأهبل) مبلغاً زهيداً من المال في مقابل الادعاء بتحويل ذلك الزبون إلى (مليونير)، ذلك لأنه لوكان يمتلك القدرة على تحويل زبونه إلى مليونير، لاستأثر هو بالملايين لنفسه دون الحاجة إلى اتخاذ الاحتيال والدجل والنصب على (المهابيل) مهنة!!!.
هل يكفي هذا أم أزيد يا شلّة (قالوا لو)؟.
«بغينا ابلِهم فأخذوا غنمنا»؟!
فحوى المثل أعلاه: أن رجال إحدى العشائر قديماً، غزو ديار عشيرة أخرى بغية سرقة إبلهم ولكنهم فشلوا في مهمتهم، وعندما عادوا إلى ديارهم وجدوا بأن القوم الذين غزوهم قد سرقوا غنمهم، عندها قام كبيرهم مردداً (بغينا ابلهم فأخذوا غنمنا)، تذكرت هذا المثل على وقع الأخبار المتداولة عن عزم (أحمد عيد وربعه) على طلب التمديد لمدة عامين؟!!.
ذلك أن المطالبات والمناشدات الخالية من أية أغراض أو منافع خاصة، الموجهة للكابتن أحمد عيد لم تنفك تخاطب فيه مروءته بأن يتنازل عن المدة اليسيرة المتبقية خدمة للمصلحة العامة، فإذا به لا يكتفي بالتشبث بها، بل يعمل بكلما أوتي من (حَيل وحِيل)على إطالة أمدها، ما يعني بداهة إطالة أمد (الخيبات)!!!.
لاشك عندي أو عند أي متابع عاقل بأن هذه الإدارة (الفاشلة) تحظى بدعم لامحدود من أطراف متنفذة ومعروفة، ويعنيها، بل ويهمّها أن يظل الحال على ما هو عليه لأطول وقت ممكن، حتى وإن تظاهرت تلك الأطراف - عن طريق أبواقها - بأنها غير راضية عنها على سبيل ذرّ الرماد في العيون فقط؟!!.
بيت القصيد لـ(محمد بن عمار المهري):
ألقاب مملكة في غير موضعها
كالهِرّ يحكي انتفاخاً صولة الأسد