شهد الأسبوعان الماضيان مزيداً من العمليات الناجحة لرجال أمننا البواسل الذين أذاقوا التنظيمات الإرهابية الدموية، وبفترة وجيزة دروساً قاسية وصفعات دامية في أرض الميدان لتجد هذه المجموعة شر أعمالها وما اقترفته يداها من خيانة للدين وللمسلمين، واعتداء على الحرمات بسفك الدماء وتكفير المسلمين واستهداف الآمنين، وهذا ما كان ليتم لولا توفيق الله أولاً ثم دعم سمو سيدي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لقطاع الأمن الذي أولاه سموه جل اهتمامه، وبذل الغالي والنفيس للرقي به وسهر لأجله حتى وصلنا لمرحلة أصبح فيها رجل الأمن السعودي مضرب مثل للعالم بأسره وقدوة للإخلاص يحتذى بها، فعيون وطننا الساهرة قيادات وجنوداً سجلوا بإقدامهم الشهم في سائر ميادين الوطن مزيداً من البطولات والمواقف المشرفة بعد أن دحروا الفكر التكفيري وخلعوه من جذوره؛ حيث أثمرت الرقابة الذاتية التي يحظى بها رجل الأمن السعودي وخصال الأمانة والإخلاص الملتصقة بثنايا روحه مزيداً من النجاحات، فصدق رجال أمننا مع ذواتهم ومنهجية الشجاعة والإقدام التي امتازوا بها حققت ما تصبو له القيادة الحكيمة والشعب النبيل ولعبت دوراً كبيراً في استتباب الأمن على أرض أطهر الأوطان، ولعل السقوط المدوي لهؤلاء ووقوعهم في شر أعمالهم وفي وقت قصير ومتسارع بعمليات نوعية شهدت القبض على أهم المطلوبين تلاه سقوط وهلاك عدد ممن تلطخت أياديهم بدماء أبناء دينهم ووطنهم، لهو نتيجة توفيق من الله ثم القدرات المتميزة لأجهزة الأمن السعودية والعمل الدؤوب المستمر ورصد تحركات الخوارج، فقد أثمر جهد رجال المباحث الأشاوس وأسود قوات الطوارئ إلى القبض على المطلوب عقاب العتيبي حياً الذي وصفته وزارة الداخلية بالوسيط العملياتي والمتورط في عدد كبير من العمليات الإرهابية منها ما استهدفت مسجد المصطفى بقرية الدالوة، وارتباطه كذلك بتفجير مسجد قوات الطوار، وكذلك اغتيال العميد كتاب ماجد الحمادي بعد عملية أمنية استغرقت40 ساعة شرق محافظة بيشة، ولاشك بأن إقناع ارهابي خارجي وخائن لتسليم نفسه وصده عن الانتحار بتفجير نفسه بحزام وهذا أمر ليس بالسهل، بل يحتاج لجهد كبير ولأسلوب إقناع مميز، وهذا ما ثبت عملياً حيث إن رجال أمننا يملكون قوة السلاح والروح المعنوية وقوة الفكر والإقناع والتي من خلالها استطاعوا الرد بحزم وفك شفرات ورغبات الإرهابي وتخديره فكرياً وتطويعتماماً ليستجيب لأوامرهم بعد أن أصبح بين كماشة الأمن ومصير هلاكه المحتم، الشاهد لو كان هاجس رجال أمننا قتل الإرهاب لا القضاء عليه لتم قتل الخارجي عقاب في لحظتها لكنهم يحملون هم استتباب الأمن والقضاء على الإرهاب، وهذا ما جعلهم يقبضون عليه حياً حيث أسهم القبض عليه واعترافاته إلى مداهمة إحدى أوكار (داعش) في السعودية ليسقط على إثرها القيادي زعيم الخلية سعيد الشهراني، بالإضافة إلى عادل المجماج الذي ارتبط بعلاقة مع ياسر الحودي والذي قتل خلال عملية بيشة ذاتها، لذا لا يستغرب اعتزاز الشعب السعودي بولي العهد ووزير الداخلية ورجاله الأبطال الذين أثبتوا أن كل من يسعى إلى خلخلة الأمن أو إثارة الرعب بين المواطنين سيجد الرد الحازم في الميدان، فهنيئاً للوطن بوزير أمنه وهنيئاً للوطن بعيونه الساهرة، وهنيئاً للوطن بشعبه الطيب الأبي الشامخ.