د.عبدالعزيز العمر
العقل هو أعظم نعمة ربانية منحها الله للإنسان. ويتخلف الفرد ويتحنط وينحط بقدر ما يتخلى عن الاحتكام إلى العقل ومنطق العقل . هناك بعض المؤشرات الدالة على ان نظامنا التعليمي لا يعطي قيمة مركزية للعقل (التفكير)، والا بماذا تفسرون سهولة اصطياد شبابنا من قبل (رموز متطرفة) ليتحولوا إلى قطيع يسهل توجيههم وتوظيفهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وبماذا تفسرون ايضا سذاجة طرح بعضهم وتعاليهم على الواقع، وسهولة ابتزازهم، واحتقارهم للحياة، وبماذا تفسرون تدني ادائهم في العلوم والرياضيات حيث العقل والمنطق، .عندما يصبح بناء العقل وتنميته هدفا لتعليمنا سيتحقق ما يلي: ستتحول عقول طلابنا إلى عقول مفكرة تحركها جذوة السؤال، ولن تكون مجرد عقول خامدة مستقبلة لمعارف لا معنى لها، لن يتوهم طالبنا امتلاكه الحقيقة بمفرده، ولن يثق ثقة مطلقة بما لديه، ولن يقفز طالبنا إلى اي استنتاج غير مبني على دليل عقلي، وسوف يستقل طالبنا في تفكيره عن الاخرين، ولن تحجب عن طالبنا رؤية الحقيقة افكار مسبقة جامدة لديه تعصب لها وتمسك بها، ولن يعمم استنتاجه بناء على حالات فردية شاذة لا تستند إلى شواهد علمية، وسوف يكون طالبنا حياديا موضوعيا متجردا من الهوى في نظرته لواقعه، فيقبل الحقيقة حتى لو أتت من خصومه، وسوف ينصت طالبنا إلى الآخرين ليفهمهم وليس للرد عليهم وإسكاتهم، ولن يضفي طالبنا قدسية على أي فكرة ويقبلها دون فحص عقلي لمجرد انها اتت من شخص بعينه (وليس من نبي معصوم)، وسوف يجد طالبنا الفرصة ليعبر عن عقله الفردي دون ان يتم إغراقه في العقل المجتمعي. ختاماً نقول: لن نرى العقل في الشارع قبل أن نراه في المدرسة.