سعود عبدالعزيز الجنيدل
المشاهد للأحداث التي وقعت مؤخرا في تركيا، يكتشف مواقف مختلفة، يمكن تحديد معالمها بالآتي:
- موقف فرح بفشل الانقلاب، وهذا منبته الحزبية، أو التعاطف مع الرئيس أردوغان.
- موقف لم يعنه نجاح الانقلاب من عدمه، فهو يرى أن جميع الأحزاب التركية على مر العصور لم تقف مع العرب.
- موقف لم يعنه الانقلاب، ولكنه تهجم على من فرح بفشل الانقلاب، وبدأ يتهمهم بموالاة الأتراك، ورفع شأنهم، حتى أن هؤلاء وصفوا بالخليجيين الأتراك!.
- موقف فرح بفشل الانقلاب، لأنه فشل في قتل الديموقراطية، فهو يرى أن نجاح الانقلاب يعني اجتثاث الديموقراطية من جذورها.
وهذه المواقف كما رصدتها أثارت عددا من النقاط:
- الدور الإعلامي الواضح المتمثل بشكل كبير في القنوات الإعلامية، فالمتابع لقناة معينة يكتشف بوضوح توجهها، ولكي أصدقكم القول، فقد تابعت بشكل مباشر لحظات الانقلاب في قناتين عربيتين، واكتشفت أني أشاهد حدثين منفصلين!!!
- تهجم بعض الشخصيات على الرئيس أردوغان وحزبه، ومحاولة التقليل من النجاحات التي حققها لشعبه، وكأن هذه النجاحات والاعتراف بها يعد مخالفا للوطنية في مجتمعنا!.
أخيرا
أرى من وجهة نظري أن الشعب التركي وقف وقفة شجاعة، وقف مع الشرعية، وقف مع الحكومة، وقف مع الرئيس الذي انتخبه، حتى الأحزاب المعارضة لأردوغان، رفضت هذا الانقلاب، وهي ترى أن الطريق لهزيمة أردوغان هو صناديق الاقتراع، وليس صهوات الدبابات، وأسراب الطائرات، وقذائف الراجمات!.
وبكل أمانة فرحت كثيرا بفشل الانقلاب، لأَنِّي أؤمن بالديموقراطية، وكذلك أؤمن بالنجاحات المتتالية التي حققها حزب العدالة والتنمية، بقيادة مؤسسه السيد أردوغان، وقائده ابن علي يلدرم، ولا يحتاج الأمر إلى قراءة، عميقة، لكي تكتشف هذه النجاحات، فمجرد النظر لواقع تركيا قبل استلام حزب العدالة والتنمية دفة الحكم، وواقعها بعده تعرف حجم هذه النجاحات الكبيرة التي استطاع تحقيقها، وخروج الشعب التركي بكامل أطيافه، برفقتهم الأحزاب المعارضة دليل على هذه النجاحات، فضلا عن إيمانهم الكبير بالديموقراطية.
وفشل هذا الانقلاب دليل على نجاح الديموقراطية، ولا يعني فرحي أن يقوم الآخرون بمهاجمتي ومحاسبتي على هذا الفرح، ولا يعني كذلك التقليل من وطنيتي، فأنا وطني من رأسي حتى أخمص قدمي.
وانثلج صدري بموقف المملكة الذي تمثل باتصال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على أخيه الرئيس رجب طيب أردوغان، وإدانة المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا لهذا الانقلاب الذي يعد انقلابا على الشرعية.
أتمنى مزيدا من التنمية والتطور والاستقرار للعالم، وأخص بالذكر منهم الدول العربية الإسلامية، وفي رأسها المملكة العربية السعودية.
إضاءة
نجاح الآخرين يدفعني للنجاح، ولا يحبطني…
فهناك متسع للجميع…
فمركب الناجحين كبير،واسع، ملء الفضاء…
وثق ثقة تامة أن: محاولة تكسير مجاديف الناجحين لن يجعلك ناجحا…