مندل عبدالله القباع
قبل نحو 40 يوماً حلت علينا ذكرى رحيل شيخ الرياضيين الشيخ عبدالرحمن بن سعيد.. عليه سحائب الرحمة والمغفرة والعفو وأسكنه فسيح جناته إن شاء الله.
هذا الرجل يشهد له التاريخ الرياضي لأنه ساهم في تأسيس نادي الشباب قبل تأسيسه (لنادي الهلال) عام 1957م وساعد بعض منسوبي النادي الأهلي بالرياض سابقاً (الرياض حالياً) حتى تمكن من القيام فهو منذ التاريخ عندما كان نادي الهلال يقع موقعه في (حوطة خالد) شمال مدينة الرياض في مبنى طيني ثم انتقل إلى مبنى (مسلح) في عمارة صغيرة في آخر شارع الظهيرة من ناحية الشمال وفي هذا الموقع كان لي شرف التسجيل في النادي فيما أعتقد عام (1389هـ) وأتذكر أنه كلف أحد الإخوان الأخ (محمد بن عبدالله بن فليح)، وهو مسؤول في النادي عن بعض الأمور الرياضية في النادي بالذهاب معي في تفصيل حذاء رياضي.
وهذا الحذاء مصنوع من الجلد وأرضيته مثبتة بشرائح جلدية بمسامير صغيرة والتي تشكل خطورة على بعض اللاعبين وكان هذا الرجل هو شيخ الرياضيين يقضي جل وقته هو والكوكبة الذين معه في خدمة النادي منهم من يتولى أمانة الصندوق ومنهم من يقوم بتأمين احتياجات النادي ومنهم من يتولى أمور المركبات في خدمة النادي من إحضار احتياجات النادي أو الذهاب باللاعبين ذهاباً وعودةً إلى الملعب الترابي في الملز جنوب ملعب (الصائغ حالياً) وقد زاملت في ذلك الوقت من اللاعبين (عبدالرحمن بن عمر وأخاه عبدالله.. وباحطبه.. محمد بن عبدالواحد -رحمه الله-.. والكبيش.. وسلطان مناحي.. وحميد جمعان.. وسمارة.. والحارسي سواء.. وغيرهم، والمعذرة إذا سقط اسم بعض الزملاء)؛ ولكني بحكم دراستي وأن هناك بعض المحاضرات والدروس تلقى في فترة المساء بين العصر والعشاء لم أتمكن من الاستمرار مع هذا الفريق العريق، وكان هذا الرئيس -رحمة الله عليه إن شاء الله- ملاصقاً للاعبين في سراهم وضراهم في أفراحهم وأتراحهم في النادي، وفي الملعب إلى درجة أنه يقف مع بعض اللاعبين في مساعدتهم في الأمور الشخصية والمادية.
ولو أن الأمور المادية في ذلك الوقت متواضعة ولكن هو وكوكبته من الرجال يبذلون الغالي والنفيس في رفع اسم هذا النادي.. وهذا ما حصل من عزيمة الرجال والتضحية من اللاعبين جميعهم في تحقيق البطولات المتوالية سنة بعد سنة وكان الجميع يلعب من أجل اللعب، ومن أجل النادي لرفع رايته بين الفرق سواء (في الرياض، أو جدة، أو مكة، أو الدمام، وغيرها من المدن).
وكل ما يتحقق من بطولة تجد وراءها شخص اسمه (عبدالرحمن بن سعيد) حتى وفاته والذي قال مقولته المشهورة (أولادي تسعة والعاشر هو نادي الهلال).. فهذا الرجل الذي خلد النادي ببطولاته والذي يعمل بسكينة وهدوء دون هرج أو مرج أو تسطح إعلامي، فهو قل أن يظهر في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة؛ ولكن الكل يعرفه: رجال الرياضة صغيرهم وكبيرهم شبابهم ونساؤهم ومشجعو الرياضة يعرفون هذا الرجل.. إنه شيخ الرياضيين وإنه مؤسس نادي الهلال وإنه ساهم وساعد بعض الأندية الرياضية في طور تأسيسها وإنه وراء إنجازات نادي الهلال باعتباره أول رئيس لنادي الهلال عند تأسيسه.. فهذا الرجل لا تحصر جهوده وما بذله من عطاء فكري أو مادي أو معنوي ولكنها جهود تذكر فتشكر.
وقد أكمل المسيرة من بعده -رحمه الله- رجال الهلال الآخرون الذين تعلموا حكمته وخبرته وتاريخه الرياضي في إكمال هذه المسيرة فسارت سفينة النادي تجوب في أعماق أبحر الرياضة من رؤساء الأندية من بعده من أصحاب السمو الأمراء الذين ضحوا وبذلوا وكافحوا ونافحوا بما يملكونه من جهد وتضحية مادية ومعنوية حتى عهد سمو الأمير نواف بن سعد بمساندة ووقوف ودعم من أعضاء الشرف أصحاب السمو الأمراء، حيث تحقق للهلال أكثر من (55) بطولة.
فيا رجال الهلال من رئيس النادي نواف بن سعد الذي تفضل مشكوراً بإقامة مسابقة رمضانية في حفظ وتلاوة القرآن الكريم باسم مؤسس هذا النادي وأعضاء الشرف ومنسوبي النادي والآخرين من إداريين ولاعبين (لا تنسوا) مؤسس ناديكم (نادي الزعيم) من الدعاء له أولاً بالرحمة والمغفرة.. وفعّلوا الأنشطة والمسابقات في مختلف المجالات باسم هذا المؤسس وأطلقوا على بعض مرافق النادي (اسم مؤسس ناديكم).. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
خاتمة شعرية لإبراهيم خفاجي:
(إذا لعب الهلال فخبروني
فإن الفن منبعه الهلال)