إلى التي عطّرت حياتي فملأتها سعادةً وسروراً، فاستنشقت منها نسيم الحياة، وعيّشتني لذة الشوق، ومتّعتني بأسمى دروب الحب وربيع المستقبل.
إلى تلك الفاتنة الناعمة الرائعة الهادئة الناضرة، عذبة الروح، سامية الأدب، يسرا الخير.
أهمس في أذنيها شعراً عذباً فأقول:
إنْ كانَ عشقُكِ يا محبوبتي أملاً
سأعشق الحبَّ حتى أكسبَ الأملا
إنْ كانَ قلبُكِ مفتوحاً سأغلقـه
سأنقش الوردَ في جدرانه حُـللا
فكم أراكِ جمالَ الكونِ ناضرةً
والنورُ يشرقُ من عينيكِ مبتهلا
يَنسابُ منكِ شذا الأزهارِ مالكتي
فأقطِفُ الزهرَ حتى أسقي القُبلا
تبقينَ أنتِ حياتي يا مُدللتي
وينتشي الوجدُ من أنغامِه وصلا
يا دُرَّة َالكون يا مَن لا وصيفَ لها
شُدي الوصالَ يدومُ الودّ متصلا
أعطاك ربك أوصافاً روائعها
وزادك الخُلْقَ والإحسانَ والعقلا
عيناكِ سحرٌ وأحداق تغازلني
ووجنتاكِِ تثير الوجدَ مشتعلا
الثغرُ حلوٌ ونورُ الوجهِ جمّله
وإن تبسَّمتِ طلّ الخير او نسَلا
وإنْ شفاهُكِ يا معشوقتي وُصِفَت
سيعجزُ الوصفُ نثراً كان او غزلا
رحيقُكِ الشهدُ لا شهدٌ يماثله
مذاقُه رائعٌ لا يشبه العَسَلا
أنفاسُكِ المِسكُ والريحانُ عطّره
والياسَمِين وفلٌ قلَّ إن حصلا
وفوْحُ طيبِك من وافاه بخّره
في داخلِ البئرِ او مَن يصعدُ الجبلا
رشي عليَّ بماءِ الوردِ أوردتي
حتى تفيقَ إذا ما الغيثُ قد هَطَلا
لكم أراكِ كنورِ الشمسِ ساطعةً
وكم أراكِ كنجمٍ شعّ مكتحلا
لقد رأيتكِ بين الحورِ فاتنةً
والحورُ منكِ تُخَفِّي حسنَها خجلا
فإنْ رآكِ كناري الصـبحِ أطربنا
يشدو يغرّدُ حتى الليلِ محتفلا
وإن شممت ورودَ الصبحِ تبهجنا
يفوح منها عبيرٌ كان قد رحـلا
أما ترينَ بأن الحبَّ أنصفني
يظُنَّ غيري بأن الحبَّ ما عَدَلا
أنا العشيقُ لأغلى الناسِ عاذلتي
أنا الحبيبُ أناجي الليلَ إنْ سَدَلا
وكم نُســامِرُ طولَ الليلِ لا كمدٍ
عشنا الصبابة أما النجمُ قد أفلا
وكم قضينا ليالي الصبّ أجملَها
ونام خدي على عَضْدَيك بل ثملا
وكم طربتُ بأنغامٍ شدوتِ بها
أُردِّد النغمَ بعد النغمِ لا مللا
يا دفءَ حضنِك كم أهواكِ يا أملي
وكم أحنُّ إلى الهَمَسَات مُختـتلا
فأغرقيني بخمرِ الشوقِ أشربُه
وأسكريني فإني لستُ أحتملا
فإنْ عزفتِ ليَ الأنغامَ عاشقتي
دقاتُ قلبـي مع الأوتارِ لن تكلا
وإنْ رسمتِ ليَ الأمواجَ تأخذُني
فأبلغيها بأنَّ الشوقَ قد وصلا
إن تتركيني حياتي يختفي قمري
وقلبي عنك ضياءَ الروحِ ما غفِلا
أنا المتيمُ يا محبوبتي شَغَفاً
حِلّي قيودي وخلي القلبَ معتقلا
إنّ الجروحَ إذا ما عولجت نتأت
جرحُ الحبيبِ سيبقى منبعاً وبِلا
فَهَلْ ألُامُ لعشقي درّةً صُقلت
جل الصفاتِ وأُلْقاً صافياً رتِلا
وهل أُساءَل في حبي لفاتنتي
تألق الحُسْنُ منها زان واكتملا
شعر/ د. سالم بن محمد المالك - لندن