فهد بن جليد
مُنذ 20 رمضان وحتى اليوم عاش السعوديون أطول مدة في السنة يمكن أن يغيب فيها الراتب (36 يوماً)، فراتب شهر رمضان تم إيداعه مُبكراً يوم 20 لمُساعدة الناس على قضاء احتياجات العيد، وراتب شهر شوال تم تأخير إيداعه إلى يوم 26 بسبب عطلة نهاية الأسبوع، ولك أن تتخيل المناسبات الاجتماعية بين هذين التاريخين؟!.
العشر الأواخر، مصاريف العيد، إجازة الصيف، كثرة الزواجات (العانية، وتجهيزات الحضور)، السفر، زيارات الأقارب .. إلخ من المناسبات التي تحتاج كل منها إلى ميزانية خاصة؟ مع غياب أي خطة (لضبط المصروفات) في قائمة رب الأسرة السعودية، وهو ما ولّد عند بعضنا الشعور بالحسرة، لعدم قدرته تلبية جميع طلبات أفراد أسرته، ولربما استدان أو استعان (بالبطاقات الائتمانية) ليدخل في دوامة جديدة؟!.
الخوف أن يطير راتب (شهر شوال) بذات الطريقة التي طار بها راتب (شهر رمضان) نتيجة غياب أي خطة ضبط، مع عدم الاستفادة من نقص السيولة في الأيام الماضية، وربما أنّ بعض الآباء يعتقد أنه عندما يُطبق سياسة (الصرف المفتوح) بدءاً من هذا المساء وطوال الأسبوع الأول من الراتب، سيُغيِّر الصورة الخاطئة، والشعور بالحاجة بين أبنائه وبناته في الأيام العجاف الماضية، وذلك من أجل أن يثبت أنّ لديهم القدرة على الصرف مثل الآخرين، ولكن النتيجة ربما تكون عكسية، مع الحاجة لمصاريف (عيد الأضحى) المُقبل، وهنا سيتم تعزيز الصورة السلبية عند الأولاد، نتيجة تكرار الحاجة مرة أخرى، وكأنها (دوامة شهرية) مُتكررة، الثقافة السعودية (بالصرف العشوائي) أول الشهر يجب أن يتم التخلص منها، واستبدالها بخطط الصرف المُنضبطة، وبمُشاركة أفراد الأسرة .. قد يبدو الأمر مثالياً، ولكنها ضرورة حياتية مُلحّة؟!.
الموظف الذي يتقاضى راتباً شهرياً قدره (ثمانية آلاف) ريال، بإمكانه العيش بطريقة أفضل من آخر يتقاضى عشرة أضعاف راتبه.. بشرط أن تُشاركه أسرته التخطيط (بقناعة وشفافية)!.
أنظر ماذا ستفعل براتبك هذا المساء، لتعرف هل استفدت من (زنقة شوال) أم لا؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.