د.عبدالله الغذامي
يقع راسل سكوير في منطقة علمية حافلة بالمعرفة وجو العلم والتحصيل العلمي مع تاريخ زاخر بذاكرة المعرفة، وفي محيطه تقع جامعة لندن، وفيها معهد الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS) ويقع المتحف البريطاني في الجوار وفيه المكتبة البريطانية (بريتش ليبراري) ،وهنا تصنع لي ذاكرة ثقافية في فترة السبعينات، حيث كنت أتردد على هذه المنطقة حيث الكتب العربية بأقدم طبعاتها منذ القرن التاسع عشر، وكذا المخطوطات العربية التي تسكن الرفوف العليا الشاهقة بأكثر من عشرة أدوار حتى إذا طلبت مخطوطة أجلس منتظرا لأكثر من نصف ساعة وأنا أرى رجلا يتحرك بين السلالم ليصعد للرفوف العليا ويحضر لي المطلوب، ويقابل ذلك في الشارع مكتبات تبيع الكتب القديمة بطبعاته الأولى الأصلية، وتستمر الذاكرة مع مقهى الجامعة الذي كان يضم الطلبة العرب بكل توجهاتهم في ذلك الوقت من يسار ويمين، وتجمعنا كلنا فلسطين، مهما اختلفت انتماءاتنا السياسية. حضر هذا كله وأنا أزور المنطقة صيف 2015 لأكتشف أن كل شيء في مكانه حتى أنفاس الطلبة كانت حاضرة لترحب بكل عائد يستنشق الذكريات، ولكن الذي اختفى هو المكتبات التي كانت تبيع النسخ القديمة من الكتب، ولكن حس الكتب وذاكرته مازالت مرسومة على الجدران والممرات.