تعاني بعض المهرجانات خلال فترة الصيف التي تقام في عدد من مناطق المملكة من التكرار في الفعاليات والمحدودية وهذا ما يصيبها بالرتابة ويصرف الأسر عنها بحثاً عن فرص ترفيهية جديدة، خصوصاً تلك التي تمتد لأيام طويلة وفي فترة الإجازات حيث تبحث الأسر عن تغيير البرنامج اليومي قبل العودة للعمل والدراسة.
وباتت أغلب المهرجانات رغم أنها تقام في مناطق مختلفة تسير باتجاه واحد، أحياناً يصل التطابق بينها إلى حد التفاصيل الصغيرة، وربما لا يحدث التغيير والتجديد إلا في حدود رقصات معينة أو تفاصيل أخرى لا تلاقي اهتمام الأسر.
هناك عمل يتم داخل تلك المهرجانات ومقدر من الجميع ولكن يحدث أنه يتكرر في كل عام بذات الشكل والصورة، ومع أهمية أن تحافظ كلُّ منطقة على تراثها وتقاليدها المتعارف عليها ومن المهم مواكبة المتغيرات والجديد في عالم السياحة والترفيه خصوصاً أن الأمر يتعلق بفترة الصيف وليس مهرجانات وفعاليات الأعياد أو المناسبات المحلية الأخرى. فمهرجانات الصيف أو نشاطات الصيف لا بد أن تكتسب صفة أخرى يجعلها متقاربة مع ما يحدث في العالم، في ظل وجود مناطق تمتلك طقساً رائعاً مع اشتداد حرارة الصيف، إلى جانب مناطق أخرى ذات طبيعة مميزة، فيما هناك مراكز تسوق عملاقة ومهمة ولها تأثيرها إذا ما كانت هناك شراكة بينها وبين تلك المهرجانات وكانت مواكبة لما يقام من فعاليات طيلة أيام مهرجانات الصيف.
كما أن هناك محافظات بحرية ومن الضرورة تركيز النشاطات فيها على ما يرتبط بالبحر، وكذلك من المفترض الاهتمام أكثر بما يأتي من الأسر المنتجة والتأكيد على أن كل منطقة أو محافظة تهتم بما يعرف عنها من أكلات أو مشغولات وغيرها حتى تكتسب ميزة خاصة، وهذا يتأمل التعاون فيه مع جمعية الأسر المنتجة التي تعتبر شريكاً مهما في مهرجانات الصيف.
والجمعية مؤخراً اختير لرئاسة مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الرحمن بن عبد العزيز، وهذا سيعطيها حضوراً أكبر لما عرف عن سموه من دعم لأعمال الأسر المنتجة، وبالتالي قد يصبح لها فروعاً أكثر في عدد من مناطق المملكة.
الترفيه في بلادنا حتماً لا بد أن يتواكب مع «رؤية السعودية 2030»، التي كان من نتائجها الأولية إنشاء هيئة الترفيه وهي إذا ما تكاملت مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني سنصل بالتأكيد إلى مستوى متقدم في جذب السائح إلى السعودية مع التنوع الموجود في أرجاء المملكة.
ولعل المهرجانات السنوية محرك مهم في أيٍّ من الأماكن التي تقام فيها ولكن يجب أن تكون تلك المهرجانات بمستوى عالٍ ويتوفر بها ما قد يوجد في أي دولة أخرى ممن تحيط بنا ونجد الإقبال عليها كبيراً، ليس صحيحاً أن تغلق الأبواب تحت أعذار واهية لم تكن موجودة في السابق. كانت في السابق تقام المهرجانات بصورة فرائحية جميلة، وبها كل التفاصيل التي قد تجعل من المهرجان مهرجاناً حقيقياً يبتهج فيه الجميع دون أن يمس الدين أو يخل بأنظمة البلد أو يلغي العادات والتقاليد.
-- أحمد السليس