محمد المنيف
الحديث عن الفن التشكيلي والإعلام لا يتوقف، بل يستمر بحجم الألم الذي يشعر به التشكيليون، فبعد أن اشرنا إلى تجاهل القنوات لهذا الفن وعدم منحه حقه من تغطيات المناسبات، نشير هنا إلى ما يحدث خلال اللقاءات، فمن لقاء إذاعي لا يخدم الفن التشكيلي الذي يحتاج إلى الصورة أكثر من الكلام عكس اللقاء مع شاعر أو مطرب، وصولا إلى اللقاءات التلفزيونية التي تبعث الملل من المبالغة في منح الفنان فرصة للحديث الطويل والإسهاب في مدح الذات أو في عدم التركيز في ما يجب أن يتحدث عنه، أو تفرد المذيع بالحديث ومقاطعة الضيف، إلى عرض اللوحات أو الأعمال الفنية بشكل سريع لا يمنح المشاهد الفرصة للتمتع بها.
ولا ننسى ما يتم في محاور اللقاء من جهل، إما من المعد أو من المذيع عندما يطرح سؤال للفنان حول أعماله دون وعي بحجم الفنان بين موهوب أو صاحب خبرة أو اعتداد المذيع بنفسه وثقته بثقافته التشكيلية، عندما قالت له إحدى التشكيليات أنها أعدت مرسمها (بالحوامل) لاستقبال المتدربات وتعني بها جمع حامل الذي يسند عليه اللوحة عند الرسم، ففاجأها المذيع بالسؤال هل تدربين الحوامل فقط؟.
الشواهد كثيرة واللقاءات بهذا الشكل والآلية والأسلوب والتدني في مستوى المحاور والعرض لا تخدم الفن التشكيلي إطلاقا، وإنما تظهر أن الفنان التشكيلي يأتي تحصيل حاصل وتغطية نقص، عكس ما نشاهده من كيفية التعامل مع الفنان التشكيلي في برامج لقنوات عربية التي تقوم بجولة في مرسم الفنان وتترك له الفرصة ليتحدث وهو يرسم أو يستعرض لوحاته في رحم ولادتها (مرسم الفنان) لا أن يطلب منه إحضار لوحاته إلى الاستوديو أو استعراضها عبر البروجوكتر.
أشياء كثيرة يحرم منها الفن التشكيلي من بين أشقاء رحمه روافد الثقافة، كما شاهدنا في معرض الكتاب من أفراد ساعات لأحاديث مع أدباء وكتاب تستعرض كتبهم ويطلب منهم قراءة بعض نصوصها ويترك له الوقت و(المايك والكاميرا)، بينما تمر مناسبات تشكيلية لا تقل مستوى عن مثيلاتها، تشعر خلال متابعتك للتغطية إن وجدت، بسرعة الانجاز وتبريرها بوجود مناسبات أخرى.
ومع ذلك يتحمل التشكيليون هذا التجاهل، ويقبلون الدعوات رغم رداءة محاورها وكيفية إخراجها.