ميسون أبو بكر
قرعت المملكة الجرس قبل أعوام لتنبه العالم من الإرهاب وكيف يمكن أن يشكل خطرًا عالميًا يهدد البشر والأمن والاستقرار ثم سريعا ما تنعكس تبعاته على الاقتصاد كما حدث من إقفال المطارات وإلغاء الرحلات وهبوط أسعار الأسهم، تحقق هذا فيما شاهدناه من أعمال إرهابية دكت البلدان الأوروبية في ضربات متلاحقة في بروكسل واسطنبول وميونخ وفرنسا ونيس، عدا عن الإرهاب الذي استهدف المصلين في المملكة وفي بيوت الله، إرهاب يطوّع صغار السن إلكترونيا ويجعلهم قنبلة موقوتة في قلب أسرهم وأهلهم.
الإرهاب الذي يشن حملة ضد الحياة والإنسان والاستقرار ويعلن حالة طوارئ في العالم والذي تقوده دولة غرسته كنبت شيطاني في المنطقة واستشرى في العالم ليوصم الإسلام بتهمة الإرهاب وهو البريء منها، حيث يفند هذا عملية إطلاق النار الأخيرة في المول التجاري في ميونخ والتي قام بها ألماني من اصل إيراني أودى بحياة ما يزيد على عشرة أشخاص، قالوا فيما بعد أنه مختل عقليا وذلك لإيجاد الأعذار التي ما كانوا سيعطونها لو كان عربيا.
العالم كله تغير منذ 11 سبتمبر، صعوبة الحصول على الفيز والتفتيش الدقيق، والكثير مما يصعب حصره هنا، سنوات مرت ونحن في قفص الاتهام إلى أن جاءت الوثائق الأخيرة وأكدت براءة المملكة وهزيمة ناشري الشائعات والفتن وعرّت الدولة الإرهابية الكبرى التي فرّخت داعش وجندت الداعشيين والتي لم تنفذ فيها عملية إرهابية واحدة داخل أراضيها.
د عادل الجبير وزير الخارجية السعودي ومهندس الكلمة الذي فنّد بسلاسة وثقة وعمق المزاعم الإيرانية رد على القنصل العام الإيراني حيث أكد أن المملكة تعتمد على وثائق ودلالات بينة أقتبس بعض قوله:
االدستور الإيراني يشير إلى تصدير الثورة
ألم تكن إيران أنشأت حزب الله!
ألم تهاجم أكثر من 12 سفارة داخل أراضيها منتهكة كافة القوانين الدولية!
إيران هي التي هاجمت سكن القوات الأمريكية في الخبر 1996، المتفجرات جاءت من وادي البقاع وصانع القنبلة من حزب الله القادة الثلاث الذين نفذوا العملية هربوا وعاشوا في إيران!
المنفذون للعمليات الإرهابية ولو كانوا سعوديين فهم يحملون جوازات السفر الإيرانية!
هذا كله يدلل على مساعدة وتحريض إيران للإرهاب وهذه حقائق وليست اتهامات لا أساس لها.
أمريكا والغرب الذين رحبوا بالاتفاق النووي مع إيران والذي نبه من خطره عدد من الناشطين الأمريكيين منهم المراسلة السابقة في CNN فريدا جيتيس الذي كان عنوان مقالها « ماذا بعد الاتفاق النووي ؟» فلا بد أن يلتفت العالم لمنبع الإرهاب بعيدا عن المصالح الاقتصادية التي تضر الشعوب وتترك رأس الأفعى طليقة تبث سمومها في أنحاء المعمورة.
الإرهاب الذي صار شبحًا يهدد الإنسان والمكان في أرجاء المعمورة والذي تخطى الأماكن العسكرية ليمارسه المجرمون في المولات التجارية والمطارات والشوارع وتجمعات الاحتفالات الوطنية، لا بد أن يتكاتف العالم أجمع لتجفيف منابعه بعيدا عن المصالح الشخصية لبعضها، فقد أضحى كالسرطان تفشى في مساحات أوسع، ولا بد أن نعود للصرخة الأولى التي أطلقتها المملكة عن وعي وتجربة.