يغضب الله عزّ وجلّ على من يقوم بالأحداث بالمدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم) لأن هذا يُعد جُرما شنيعا وأي جُرم) ولأنه صلى الله عليه وسلم غضب لمن أجرم في مدينته النبوية الشريفة..!!, وقد ذكر أحد العلماء بأن الله تعالى جعل المدينة النبوية حرماً، كما هو الحال في الحرم المكي، والنصوص في هذا المعنى كثيرة جداً. بلغت حد التواتر.
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ما عندنا شيء إلا كتابُ الله، وهذه الصحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «المدينةُ حرم ما بين عائرٍ إلى كذا، من أحدث فيها حدثاً، أو آوى مُحدثاً فعليهِ لعنةُ اللهِ والملائكة والناس أجمعين، لا يُقبلُ منه صَرفٌ ولا عدل...» الحديث متفق عليه واللفظ للبخاري. وفي رواية مسلم: المدينة حرم ما بين عير إلى ثور...».
وعن عبد الله بن زيدٍ المازنيِّ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن إبراهيم حرَّم مكة، ودعا لأهلها، وإني حرّمت المدينة كما حرَّم إبراهيم مكة، وإني دعوت في صاعها ومدها بمثلَيْ ما دعا به إبراهيم لأهل مكة» متفق عليه واللفظ لمسلم. إن المدينة المنورة حرم آمن) وجعل الله تعالى مدينةَ الرسول صلى الله عليه وسلم حَرَماً آمناً، يطمئن أهلُه، لا يجوز إخافتُهم ولا إذعارُهم. عن سهل بن حُنيف رضي الله عنه قال: أهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى المدينة، فقال: «إنها حرم آمن» رواه مسلم), ورواه أحمد والطبراني - برجال الصحيح - بلفظ «إنها حرامٌ آمِن، إنها حرامٌ آمِن», ينام عليه الصلاة والسلام في ليلة من الليالي على فراشه فيرى دار الهجرة وإذا هي أرض ذات نخل بين لابتين.. إنها طيبة الطيبة. ومن مكة تنطلق ركائب المهاجرين ملبيةً نداء ربها.. مهاجرةً بدينها.. مخلفةً وراءها ديارها وأموالها. ويهم أبو بكر بالهجرة فيستوقفه الرسول صلى الله عليه وسلم, ويقول: لا تعجل لعلّ الله يجعل لك صاحباً, وإن المدينة النبوية الشريفة الطاهرة على صاحبها أفضل الصلوات وأتم التسليم لها مكانتها الكبيرة وقدسيتها لدينا نحن المسلمين, والحرم النبوي الشريف له مكانته ومنزلته العظيمة هو الآخر... يقول الله تعالى في محكم التنزيل: (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا)، وقال سبحانه وتعالى: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر)، وكل تلك الأعمال الإجرامية والعدائية من تفجير وتكفير إنما هي مخالفة ولاشك للكتاب الكريم والسنة الشريفة المطهرة, ومهما كان اعتقاد وتوجه ومذهب من ارتكب هذه الاعتداءات والتفجيرات إنما هو يقترف جرائم شنيعة لأن فيها اعتداء على الأنفس المعصومة سواء كان الاعتداء في المدينة المنورة أو غيرها من المدن الأخرى إلا أنه في المدينة النبوية أفظع وأشنع جرما والعياذ بالله, لكن بفضل الله ثم بفضل وجهود رجال الأمن وأهل الغيرة على الدين أصحاب الهمة العالية والذين يُصلحون ما يُفسده الناس يصلح المجتمع الأفراد والجماعات وذوي الاتجاهات والأفكار المختلفة, إن كل منكر يرتكبه الإنسان في مجتمعه إنما هو خرق خطير في سلامة وصلاح هذا المجتمع. إن رسولنا - صلى الله عليه وسلم - يضرب لنا الأمثال الواقعية الحية المحسوسة حتى نعي دورنا الفعلي في مجتمعنا المسلم, ويعلمنا أن الأخذ على يد الواقع في حدود الله ولإنكار عليه إنما هو سبب بإذن الله في نجاة الجميع صاحب المنكر ومن أنكر عليه ونهاه عن ذلك الذنب وتلك المعصية, قال الله تعالى (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ولا تستوي الحسنة و لا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).