فهد بن جليد
كُلنا نذكر ذاك الرجل الذي يحمل على رأسه (بقشة) مليئة بالقماش وحوايج النساء في الزمن الجميل، وهو يجوب الحواري والشوارع و يصيح (فرّقنا)، فرّقنا مشروع اندثر مع التطور المدني الحديث، واختفت معه خدمة كانت تسهل على كثير من ربات البيوت الحصول على احتياجاتهن، وبالدَّين أحياناً، والقصص في هذا الباب كثيرة؟!.
اليوم نحن أمام مشروع فريد من نوعه؟ استثمرت فيه الشابة السعودية (دلال بنت طالب) فكرة (الفود تراك) من أجل توفير عربة متنقلة لخطوط الموضة والأزياء تُساعد النساء على التسوق بخصوصية تامة، في المنزل أو العمل، أو في أي تجمع نسائي، من خلال حجز (موعد مُسبق) لقدوم العربه المليئة بالبضائع والمنتجات المستوردة لتتمكن المرأة من مشاهدة هذه المنتجات، وتجربتها مباشرة داخل أسوار منزلها، أو أمام الباب، دون الحاجة للخروج للسوق؟!.
الفكرة تُسهم أيضاً في توفير (منصة تسويق) للمُصممات السعوديات، لتصل منتجاتهن إلى المتسوقات بذات الخصوصية، المشروع مضى عليه (شهر تقريباً)، بعض النساء وجدنّ ضالتهن في هذا النوع الجديد من التسويق، والفتاة تُجاهد من أجل نجاح مشروعها رغم كل الصعوبات و العقبات، فهي وفرت سائقا خاصا وعاملة مُرافقة لترتيب المُنتجات، ومُساعدة النساء على معرفة القياسات المناسبة ..إلخ !.
المُحزن في القصة أن (مشروع دلال) مُهدد بالفشل! لأنها لم تستطع حتى اليوم الحصول على تصريح من الجهات ذات العلاقة، لتصنيف هذا النوع من النشاط القديم المُتجدد، و الذي يعتمد جزء منه على (التسويق الإلكتروني)، والجزء الآخرعلى (فلفسة فرّقنا) القديمة؟!.
بناتنا الطموحات مثل دلال في حاجة للدعم والمُساندة، وعلى أمانة الرياض الأخذ بيد الفتاة وايجاد طريقه لمنحها التراخيص اللازمة لاستمرار مشروعها وتطويره حتى يكبر أكثر وأكثر، وربما مُساعدة (فتيات أُخريات) على الانخراط في ذات النشاط!.
التصنيف مُعضلة وأدت مشاريع نسائية كثيرة، فمُعظم المشاريع اليوم تُمارس تحت ترخيص (مشغل نسائي), حتى لو لم يكن هناك علاقة بين المشروع والمشغل؟!.
ساعدوّهن وادعموّهن بناتنا أحق من (عمالة الشوارع) ؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.