«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
اشتهرت الأحساء ومنذ القدم بالعديد من المأكولات الشعبية المتوارثة والمتميزة طعماً ومكسباً مادياً في حالة عرضها للزبائن ومن هذه المأكولات (الخبز الحساوي الأحمر) والذي يعتمد إعداده وتحضيره على مواد من البيئة المحلية والتي تشتهر بها الأحساء.. ومكونات (الخبز الحساوي الأحمر) بسيطة ومن أهمها: طحين البر، وسكر التمر، والحبة السوداء، والحلوة، وتتم عملية تحضير عجينة الخبز مبكراً من خلال نقع التمر في الماء لمدة معينة والهدف من ذلك الحصول على ماء التمر الأسمر (النقيع) ومن ثم تأتي عملية العجين بخلط الماء الأسمر مع طحين البر. وتعتبر هذه العملية «العجن» أسهل مراحل الخبز وتكمن الصعوبة في عملية وضعه في التنور حيث تتعرض للحرارة الشديدة في بيئة غير مكيفة كما أن الدخان الذي يتصاعد بسبب استخدام الحطب وجريد النخل يؤثر على صحة الإنسان. ومع هذا نجد أنفسنا جميع من امتهنوا هذه المهنة الشعبية والمتوارثة لا يستطيعون الابتعاد عنها والحمد لله دخلها أكثر من ممتاز. بل إن شهرتها وإقبال الناس على شراء منتجها دفعت بالبعض على جلب عمالة آسيوية ومن ثم تدريبها وحتى التستر عليهم من خلال فتح مخابز لهم في بعض الشوارع أو الأحياء. ومع هذا يضلُّ (الخبز الحساوي) متميزاً بمكوناته وطعمه أكان مخبوزاً من خلال الأنامل الحساوية أو حتى العمالة الأجنبية.. فالمكونات هي نفسها لكن هناك من يزيد من مادة الحلوة أو الحبة السوداء (البركة) أو يزيد من ماء التمر.. ومن هنا يتفاوت سعر خبز مخبز عن آخر حسب النوعية والجودة لكنه لا يتجاوز سعر (الخبزة الواحدة) نصف ريال لكن في السنوات الأخيرة انتشرت أنواع من الخبز يضاف إليه الجبن فتباع الحبة بريال.. ويقول الخبَّاز عبدالله بن داود أن الخبز الحساوي وهذا من فضل الله مطلوب على مستوى الوطن والخليج وصار الناس يرسلونه (صوغه) يقصد هدية لأهاليهم ومعارفهم في المناطق والمدن الأخرى.. كذلك يتردد بعض أبناء قطر والكويت خلال زيارتهم للأحساء على معارفهم من أصحاب المخابز الشهيرة في الهفوف والمبرز.. ولما حققه الخبز الحساوي من شهرة واهتمام صار ركن (الخبز الحساوي) متواجداً في العديد من المهرجانات الوطنية والمحلية والخليجية ويضيف: الخبز المخبوز في التنانير التي تعتمد على جذوع النخيل والحطب يكون له ميزته وطعمه الخاص لذلك يحرص كل خبَّاز يريد المحافظة على نوعية وجودة خبزه على استخدام ذلك.. وعن أشهر الخبَّازن في الأحساء قال: أشهرهم الآن خالد بن خليل، والربيع، وفي الماضي كان من أشهر الخبَّازين الشعلان، والضمن - رحمهما الله - وهناك الكثير من الخبَّازين الشباب.. وعن تجربة إعداد الخبز الأحمر في المنازل قال: الأجهزة الحديثة من أفران ساعدت بالطبع على عمل المخبوزات على اختلاف أشكالها وأنواعها لكن الخبز الأحمر يحتاج لجهد وتعب ومواد لا تتوفر في البيوت. لكن بعض الأفران الجديدة وكما سمعت أنتجت الخبز لكن ليس بنفس النوعية والمذاق الذي يتم خبزه وعمله من خلال التنور كما قلت لك سابقا...؟!