فهد بن جليد
لا بد أن هناك لغزا أو سرا؟ يقف خلف فشلنا الترويج لمنطقتنا (كمُجتمعات ودودة)، أو كشف الصورة الحقيقة عن إنسانيتنا في التعامل، ومدى تعاطفنا، وترحيبنا بالعاملين في بلداننا، والقادمين إلينا من المُجتمعات الفقيرة و المُحتاجة؟!.
سأحدثكم بصراحة وشفافية عمّا توصلت إليه من خلال مُقابلتي للعديد من (العمال الأجانب) في أكثر من دولة خليجية، وتحديداً عن الصورة التي تحملها تلك المُجتمعات عنا؟ الإجابة تبدو واضحة مع كثرة الاتصالات التي يتلقاها العامل من ذويه وأهله، للاطمئنان عليه بعد كل جريمة تقع؟ أو قصة تعذيب؟ أو سلب للحقوق؟ تتناقلها الصحافة أو القنوات الأجنبية في تلك الدول (بطريقة خاطئة ومُبالغ فيها)؟ هم يخافون على أبنائهم الذين يرسلونهم إلى (منطقة الأحلام المليئة بالأشواك) كما يعتقدون؟!.
مَشاهد لحظات الوداع التي يرويها القادمون إلينا (بشفافية) من تلك البلدان (مؤثرة ومُحزنة)، فمنهم من يرى القدوم إلى منطقتنا (شر لا بد منه)؟ على اعتبار أن الأسرة التي تُرسل ابنها للسفر هي تدفعه نحو (المجهول)؟ على أمل أن يعود بالأموال ويكرر (قصص النجاح في الخليج) التي ماتزال ذاكرة بعضهم تحملها، وقد يعود بخفي حُنين، إن لم يدفع حياته أو ماجمعه من مال ثمناً - لتهور ما - كما تنقل وسائل الإعلام في تلك البلدان بين فترة وأخرى؟!.
الأيام الأولى للقادمين الجُدد لبلداننا فيها الكثير من المُتناقضات؟ مشاعر مُختلطة بين سحر المدَنية، وحلم الثروة، ومخاوف المجهول، وتجارب ونصائح أبناء الجلدة، والغائب الأهم في هذه المُعادلة هو (نحن)؟!.
ما الذي يمنع أن نلتفت لهؤلاء، لنُبين للعالم حقوق العاملين في بلداننا؟ وكيف يحققون أحلامهم بيننا بكرامة وإنسانية - بعيداً عن التجاوزات - التي تقع في حق بعضهم، والتي ينال مُرتكبوها العقاب الرادع؟!.
كم قصة نجاح نقلتها وسائل الإعلام الخليجية عن هؤلاء داخل بلداننا؟ مُقابل سرعة انتشار (الأخبار المُزعجة) عنهم؟ لن نلوم (وسائل إعلامهم) على المُبالغة، فنحن من اختار (الأشواك) من بين الأحلام؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.