د. محمد عبدالله الخازم
طرح معالي وزير التعليم خلال فترة قصيرة منذ توليه الوزارة مبادرات إستراتيجية مهمة سيكون لها أثرها الإيجابي متى نفذت كما يجب. أعتقد بأن تلك المبادرات تستحق الدعم، ليس من قبل الإعلام فقط ولكن من قبل الجهات ذات العلاقة بها، من داخل الوزارة وخارجها.
المبادرة الأولى؛ تقليص أعداد المقبولين بكليات التربية ورفع مستوى نسب القبول. الكرة الأن في ملعب الجامعات والكليات ذات العلاقة، حيث أزاح عنهم الوزير أحد مبررات القصور وعليهم الإنطلاق تبني خطوات جادة نحو تجويد المخرجات بشكل أفضل وإلا فلا قيمة لمبادرة معالي الوزير بدعم التعليم التربوي.
المبادرة الثانية؛ عدم السماح بتقديم التعليم الأهلي ف ي مباني غير مخصصة لأغراض التعليم وتنفيذ القرار خلال سنتين. بعض ملاك التعليم تجار لا يفرقون بين مبنى تعليمي وغير تعليمي، لذلك ربما يكون مناسباً تولي الوزارة أو شركة تطوير التعليم تقديم المواصفات المطلوبة للمدراس التعليمية ونماذج مختلفة منها كدعم لمؤسسات التعليم الأهلي. كما أنه مطلوب وجود برنامج تنفيذي وخطوات جادة تضمن البدء في تنفيذ المطلوب، بما في ذلك توجيه إنذارات/ عقوبات متدرجة تنتهي بإقفال المدرسة المخالفة. وأضيف باقتراح استصدار قرارات ملزمة بهذا الشأن من قبل مجلس الورزاء، وبالذات وبعض منسوبي التعليم ملاك للمدراس الأهلية وقد يسعون للالتفاف على قرار الوزير.
المبادرة الثالثة؛ تقليص القبول بالجامعات أو توجيه نسبة لا تقل عن 80 ألف للتعليم الفني. خطوة جيدة حيث يجب دعم القطاع التقني التطبيقي. الكرة الآن في مرمى مؤسسة التعليم التقني والتدريب المهني استيعاب تلك الأعداد وتوفير تدريب أو تعليم تقني متقدم ومتميز لها يفي باحتياجات سوق العمل. وعلى وزارة العمل وضع خطط لاستيعاب مخرجات الكليات التقنية، بشكل يحفز التوجه لها من قبل الطلاب...
المبادرة الرابعة؛ تطوير برامج الصيف المختلفة. يجب التوسع في ذلك، لأنه من غير المعقول أن يقضي الطالب أربعة أشهر إجازة مليئة بالفراغ. أقترح النظر في إمكانية التوسع في تقديم مقررات دراسية للمرحلة الثانوية في الصيف. كما أقترح توجيه جميع الجامعات لتأسيس برامج صيفية لطلاب التعليم العام، لتكون فائدة مزدوجة تشغيل طلاب الجامعات في تلك البرامج وإستيعاب طلاب المراحل التعليمية في برامج تثقيفية وترويحية وتعليمية مناسبة. والأهم من ذلك نتمنى إعادة النظر في التقويم الدراسي بحيث لا تزيد العطلة الصيفية عن شهرين...
المبادراة الخامسة؛ (دون ترتيب للمبادرات) تتعلق بتدريب المعلمين في الخارج. هي بداية جيدة لكن ربما نحتاج إعادة النظر في مدتها، حيث قد لا تفي ستة أشهر بمتطلبات اللغة والتدريب. كما أننا بحاجة ماسة إلى تطوير التدريب المحلي للمعلمين والمعلمات عن طريق تأسيس معهد التدريب التربوي، والذي سبق أن أقترحته وبعثت تفصيلا لفكرته لوزارة التربية - بناء على مقترح أحد مسؤوليها انذاك- ولازلت أنتظر ردها عليه منذ حوالي عشر سنوات!